تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البغدادي كرافعة انتخابية!

البقعة الساخنة
الاثنين 28-10-2019
علي نصر الله

(أبو بكر البغدادي ميت، سنُواصل تَعقب باقي الإرهابيين من داعش، حَصلنا على وثائق حساسة بعد مَقتله، تَبادلنا المعلومات مع تركيا ونَسقنا العملية معاً،

8 طائرات نَفذت الإنزال على منزل البغدادي) .. إلى آخره مما جاء عليه دونالد ترامب في سياق تَوصيف العملية الهوليودية التي نُفذت بتوقيت حساس يَسبق الانتخابات الرئاسية القادمة، وفي خضم أزمة عَزل الرئيس الأميركي غير المَسبوقة!.‏

مَقتل ابن لادن كان رافعة انتخابية، مَقتل حمزة بن لادن كان رافعة أُخرى، واليوم مَقتل البغدادي رافعة انتخابية مُتخمة بتقنيات الكذب التي استُخدم فيها: (تحليل الحمض النووي، تقنية التعرف على الوجوه، الرصد والإحداثيات المَزعومة، تبادل المعلومات مع مجموعة الأدوات) .. إلى آخره ما اقتَضته حاجة ترامب لإنجاز عَزّ تَحقيقه!.‏

ربما يَحق لترامب أن يَدعي بأن الليلة الماضية كانت ليلة عظيمة، من بعد ادّعاءاته التي لم تتوقف عند مَقولة أن قواته كانت لأسابيع تُراقب، ولا عند ادّعاء تَلقيه تقارير مُؤكدة عن وجود البغدادي في منطقة العملية، ولكن هل يَتذكر ترامب تَصريحاته الناريّة أثناء حملته الانتخابية ولاسيما تلك التي أكد فيها أن داعش صناعة حصرية تُسجل لسَلفه بالبيت الأبيض؟!.‏

البَغدادي كما ابن لادن والجولاني، صناعة أميركية، هم تحت السيطرة، يَتحركون بجهاز التحكم الأميركي، وليس صحيحاً أن تَصفية أحدهم تَحتاج لعملية استخبارية فيها رصد ودقة معلومات وتعاون أفرقاء وحَشد خبرات، ذلك أن حركة هؤلاء، اتصالاتهم، تفاصيل يَومياتهم تُمسك بها دوائر البنتاغون وأجهزة الاستخبارات، وبالتالي فإن تَصفيتهم تَحتاج لقرار يُتخذ في لحظة سياسية مُحددة للاستثمار والبناء عليه!.‏

قولاً واحداً لا تَحتاج تصفية البغدادي إلا لقرار سياسي تُمليه حاجة انتخابية أو صراعات أميركية داخلية، فهو بالقبضة الأميركية منذ أُطلق لهدف تَصنيع داعش. قولاً واحداً إنّ كل ما أتى عليه ترامب بإطار تَعظيم قيمة العملية المُعقدة حسب زعمه، هو استخدامٌ مُتقدم لتقنية الكذب والتلفيق والفبركة لتَحصيل أفضل النتائج انتخابية كانت أم سياسية، ولمُحاولة تَلميع صورة أميركا الوسخة!.‏

البغدادي صار ورقة أميركية مُحترقة منذ هُزم مشروع الإرهاب التكفيري، وقريباً ربما تلعب إدارة ترامب ورقة الجولاني التي احترقت أو التي أمست مُمزقة، بهدف الاستخدام السياسي والانتخابي، هذا أمرٌ ثابت مَعلوم مَعروف ومَكشوف، لن نُعيره اهتماماً ليَبقى الاهتمام مُركزاً على إحباط البدائل الأميركية المُصنعة أو تلك التي يَجري تَصنيعها، هل أحداث العراق ولبنان بريئة؟ أم أنها مُبرمجة يُدفع بها لتَعويض هزيمة المُخطط الصهيوأميركي؟.‏

مَقتل البغدادي كرافعة سياسية، وكحاجة انتخابية لترامب، قد تَحرف أنظار الأميركيين وغير الأميركيين عن المسار، قد يُؤخذ بها البعض، غير أنها لن تُغير شيئاً بالوقائع التي نَفرضها ولا بالمسارات التي نَرسمها، بل سنُعظم أثرها الباقي تَحريراً للأرض، تَثبيتاً للسيادة، وتَرسيخاً لمُعادلات قوّة تَقهر مَنظومة العدوان، وتُؤسس لنظام عالمي جديد لا قُطبية أُحادية فيه لأميركا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 11987
القراءات: 1461
القراءات: 1174
القراءات: 1332
القراءات: 1292
القراءات: 1094
القراءات: 1349
القراءات: 1204
القراءات: 1334
القراءات: 1411
القراءات: 1416
القراءات: 1480
القراءات: 1756
القراءات: 1135
القراءات: 1205
القراءات: 1150
القراءات: 1512
القراءات: 1327
القراءات: 1302
القراءات: 1380
القراءات: 1330
القراءات: 1349
القراءات: 1329
القراءات: 1628
القراءات: 1335
القراءات: 1213

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية