تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التهديدات الأميركية!

البقعة الساخنة
الاثنين 5-2-2018
علي نصر الله

ارتفعت نبرة التهديدات الأميركية ضد سورية بناء على مزاعم لا أساس لها من أن سورية تُطور أنواعاً جديدة من الأسلحة الكيماوية،

بعد أن كانت واشنطن ملأت الفضاء بمزاعم كاذبة عن استخدام مُتكرر لهذه الأسلحة لم تأتِ بدليل عليها سوى ما تم الاعتماد عليه من روايات الحثالات الإرهابية التي تُشغلها وتستخدمها كذراع في عدوانها المتواصل،‏

تمدها بهذا النوع من الأسلحة، وتُحدد لها مكان ولحظة استخدامه، لتُفبرك الوقائع وتقلب الحقائق، وتستثمر فيها كما حصل غير مرة.‏

سقطت كل الأكاذيب الأميركية المُتعلقة بالاتهام المُوجه لسورية على خلفية استخدام السلاح الكيماوي منذ 2013 المرة الأولى التي استُخدمت فيه ورقة الكيماوي، وافتُضح أمر محاولة الاستثمار بكذبة الكيماوي غير مرة، لكن الولايات المتحدة التي عرقلت التحقيقات، وعبثت بالمُعطيات والعينات وفبركت القصة، سجلت عودة لها في كل مرّة كان الجيش العربي السوري يسجل فيها تقدماً بالميدان يدحر الأذرع الإرهابية الأميركية عن هذه المنطقة أو تلك.‏

واشنطن التي تعود حالياً لاستخدام الورقة ذاتها من بوابة اختراع كذبة جديدة تتمثل بادّعاء التطوير السوري لأنواع أخرى من السلاح الكيماوي، لا تنفصل عن المحاولات السابقة بالعودة للاستثمار بالكذبة ذاتها، وهي محاولات يائسة بائسة لا تعكس سوى حالة الفشل والإحباط التي تعيشها، ولا تؤكد سوى رغبتها باستمرار العدوان عبر إعادة النفخ بقصص لا أصل لها للتعويض، وربما للتصعيد مُجدداً.‏

إذا كان هدف العودة لكذبة الكيماوي هو التعويض عن الفشل، فمن المؤكد أن واشنطن اختارت أن تذهب لفشل آخر، إذ لا يمكن لها بالمُطلق أن تُعيد الوضع الميداني خطوة واحدة إلى الخلف بعد الإنجازات الميدانية الكبرى التي حققها الجيش العربي السوري في كل الاتجاهات وعلى جميع الجبهات.‏

وإذا كان الهدف الأميركي هو التصعيد وصولاً لإعادة رسم ذروة جديدة لعدوانها، فإنها تستغرق بالوهم القاتل، ذلك أنّ منطق الأشياء لا بد أن يقود إلى الاعتقاد بأن إدارة دونالد ترامب تعرف جيداً أن الذروة التي رسمتها إدارة أوباما وتراجعت عنها، لا تتوفر شروط وعناصر إعادة رسمها، فضلاً عن أنها تعرف - أو يُفترض أنها تعرف - أسباب التراجع القسري عنها؟!.‏

كثيراً ما عبّرت إدارة أوباما عن انفصالها عن الواقع، بالتصريحات والتهديدات وببناء الوهم المُؤسس على الأحلام والأوهام، لكنّها رحلت والغصّة تملأ الحلق، والأعباء الناتجة عن الفشل تُثقل الكاهل، وعليه فإذا كررت إدارة ترامب التجربة، وذهبت بالوهم بعيداً، وبالانفصال عن الواقع إلى مدى أبعد، فإنها تحكم على مساراتها بما هو أبعد من الفشل، وعليها أن تتحمل النتائج والتبعات، أو تُعيد حساباتها وتُسجل تراجعاً عن التهديدات وتتصالح مع الواقع!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12191
القراءات: 1562
القراءات: 1225
القراءات: 1386
القراءات: 1347
القراءات: 1149
القراءات: 1402
القراءات: 1261
القراءات: 1386
القراءات: 1468
القراءات: 1468
القراءات: 1537
القراءات: 1811
القراءات: 1184
القراءات: 1262
القراءات: 1204
القراءات: 1572
القراءات: 1384
القراءات: 1359
القراءات: 1431
القراءات: 1383
القراءات: 1409
القراءات: 1383
القراءات: 1683
القراءات: 1393
القراءات: 1268

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية