تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في الأبعاد الحقيقية

إضاءات
الاثنين 5-2-2018
د.خلف علي المفتاح

لم يبرز تأثير العامل الخارجي في حيثيات الأزمة في سورية كما هو حاصل في هذه الفترة حيث كان الحديث عن الإرهاب ومكافحته هو العنوان الأبرز للخطاب المتعلق بها ومع تراجع مستوى الأعمال الإرهابية والعنفية بفعل النجاحات العسكرية التي

تحققت وطرد التنظيمات الإرهابية من معظم المناطق واتساع نطاق مناطق خفض التوتر إضافة إلى انعقاد مؤتمر سوتشي للحوار الوطني وما تمخض عنه من نتائج تتعلق بالحل السياسي المنشود في هذه المناخات التي تدعو للتفاؤل بقرب نهاية الأزمة نرى التصعيد في الخطاب الغربي وتحديداً الأميركي تجاه الحكومة السورية وإعادة الحديث عن استخدام السلاح الكيماوي والتهديد بعدوان عسكري على سورية تحت تلك الذريعة.‏

من الواضح تماماً لكل مراقب للأحداث عدم توافر إرادة حقيقية ورغبة صادقة لدى العديد من القوى الإقليمية والدولية والأطراف الأخرى المرتبطة بها بالوصول إلى حل سياسي إلا ذلك الحل الذي يحقق لها مصالح معينة في سورية أو تصفية حسابات دولية وإقليمية من هنا يصبح أمر إطالة أمد الأزمة إحدى أهم وسائل تحقيق ذلك إضافة إلى أنه يعطي فرصة للمزيد من التمدد في الجغرافية السورية تحت ذريعتي مكافحة الإرهاب أو الحفاظ على الأمن القومي المزعوم كما تدعي الحكومة التركية لتبرير عدوانها على الأراضي السورية وما يسوقه الأميركي من ذرائع لدعمه ما يسمى قوات سورية الديمقراطية التي تحاول تكريس حالة انفصالية في شمال شرق سورية وهذا يمثل اعتداء صارخاً على سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً وهو ما أكدت عليه كافة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بخصوص الأزمة.‏

إن عرقلة المساعي والجهود للوصول إلى حل سياسي للأزمة تعني الدفع بالخيار العسكري والتصعيد الميداني وإفساح المجال لإعادة انعاش التنظيمات الإرهابية أو العمل على تأهيلها بمسمى آخر، ما يعني ارتفاع وتيرة العنف والقتل وتعقيد الأزمة بدل حلحلتها ونسف كل ما تمخض عنه مؤتمر سوتشي من نتائج شكلت بارقة أمل لدى السوريين بإمكانية اجتماعهم تحت سقف واحد بهدف الوصول إلى حل تصنعه إرادتهم المستقلة بعيداً عن المؤثرات الخارجية ملبياً لرغباتهم ومصالحهم وأولوياتهم سواء ما تعلق منها بوقف العنف وعودة الاستقرار الذي يفسح المجال لعودة ملايين المهجرين والنازحين واللاجئين إلى بلادهم وديارهم ومعالجة الأوضاع الإنسانية من خطف واحتجاز واعتقال وغيره من مخلفات الأزمة إضافة إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن السوريين وإعادة إعمار ما دمرته الحرب وما خلفته من كوارث لم يسلم من أذاها سوري واحد.‏

إن الاستثمار في دماء السوريين والتآمر على وحدة بلدهم وهويته وانتمائه أصبح أكثر وضوحاً من أي وقت مضى والدليل على ذلك السلبية التي تواجه أي مسعى لاجتماع سوري سوري هدفه الوصول إلى حل مستدام تصنعه إرادتهم المتحررة من كل أشكال الضغط الخارجي إضافة إلى التلاعب والتكاذب بمصطلح أن لا حل إلا الحل السياسي والعمل عكس ذلك والحديث عن احترام السيادة السورية ووحدة الشعب السوري وانتهاج سياسات عملية مناقضة كل هذا يدل على أننا أمام خطاب كاذب ومنافق يناقضه مجمل السلوك ما يحيل الأمور إلى المواجهة على الأرض ويبرز أهمية استعادة كل ما جرى السطو عليه أو انتهاكه وإزالة كل حالة غير شرعية تشكلت على الجغرافية السورية بفعل ما جرى خلال السنوات السبع الماضية إن لم يكن ذلك ممكناً عبر العمل السياسي والمساعي الدبلوماسية.‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11195
القراءات: 1002
القراءات: 757
القراءات: 903
القراءات: 780
القراءات: 853
القراءات: 864
القراءات: 828
القراءات: 893
القراءات: 837
القراءات: 839
القراءات: 826
القراءات: 850
القراءات: 886
القراءات: 921
القراءات: 903
القراءات: 974
القراءات: 965
القراءات: 911
القراءات: 964
القراءات: 895
القراءات: 928
القراءات: 954
القراءات: 991
القراءات: 1145
القراءات: 1141

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية