تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نحن التلاميذ.. فأين الأساتذة؟

معاً على الطريق
الثلاثاء 19-6-2012
خالد الأشهب

ثمة عيون لا تزال ترقب المشهد الدائر بحدقتين من بلور قاس وغير شفاف، وثمة ألسنة لا تزال خرساء أسيرة انطباق الشفاه عليها، وثمة نفوس لا يزال خوف مزدوج يعتريها بالتناوب مع كل صباح، من أن تحتسب موالاة أو تحتسب معارضة،

بل من لحظة لا يمكن لها فيها إلا أن تختار بين ثنائيتين لا ثالث لهما.. أن تكون معارضة وموالاة في وقت واحد، أو أن تكون لا معارضة ولا موالاة في الوقت ذاته، وهما في الحالة السورية الراهنة خياران أحلاهما مر!!‏

وربما كان أكبر هموم السوري المتأمل بالمشهد الراهن بصمت..أن عينيه الزجاجيتين ولسانه الأخرس ونفسه المتوجسة ليست خيارات حرة بالنسبة له، ولا قناعات عقلية أو رؤى معللة أو حتى مواقف انتهازية تحاول كسب اللحظة.. ومعها ربما كل الوقت المحيط بها، إذ ما أغربه من حراك لا يعرف على من وماذا يقوم ويستند، ولا يعرف بمن يتجه وبماذا يصل، ولا أعني به هنا سوى أولئك المتأملين بصمت لما يجري، ولا يدركون منه سوى أنه يهدد وطنهم الأرض والإنسان والمستقبل.‏

باتت المسألة أكبر بكثير من مطالبات بالديمقراطية والحريات والتداول السلمي للسلطة والقرار, حين تذهب المعارضة إلى توسل الجيوش الخارجية للزحف إلى الوطن أو عليه مهما صدقت النيات وارتقت الغايات.. ومهما كانت الشعارات أيضاً والعناوين، وتجارب أمثالنا وأمثال هذه الجيوش وأمثال هذه المعارضات ما جفّت بعد دماً أو ركاماً، وهي أيضاً أكبر بكثير من مجرد مشكلات تراكمت وتوضعت في هوامش الفساد المتعدد الأرجل وترهل السلطة وانحسار الحريات كي يكون معادل غيابها هو غياب الوطن.‏

وفقاً لنابليون بونابرت، الجيوش تزحف على بطونها وتنتصر حين تكتفي.. فعلى ماذا تزحف الشعوب ومتى تنتصر؟‏

بالطبع ليس ثمة سوري واحد يقتنع بأن أميركا وجحافل الناتو تبكي حريته وديمقراطيته وتتحرق لتحريرهما لأجله وكرمى لعينيه وبالمجان.. ولن نسوق أمثلة فمن المستحيلات البرهان على المسلمات، وليس ثمة سوري واحد لا يروم حرية أو ديمقراطية أو عدالة وكفاية ولو تزججت عيناه وخرس لسانه وداخله الخوف، ولكن:‏

ليس ثمة ديمقراطية توضب وتغلف وتعلب ثم تستورد لتؤكل أو تحتسى، وليس ثمة حرية تروج بقرار أو ببلاغ ولو حمل الرقم ألفاً بعد الواحد، ومثلهما العدالة والكفاية.. بل هي مدارس ودروس، أساتذة وتلاميذ.. فلا تدفعونا إلى امتحانات الدكتوراه في تخصصات الحرية والديمقراطية.. ونحن لم نزل أميين نفك الحروف الأولى في أبجديتها، ونحن لم نزل طوائف وعشائر وبطوناً!‏

مفارقات المشهد إياه تزجج عيون الكثير من السوريين وتخرس ألسنتهم وتدخلهم في الخوف أو تدخله فيهم، فالشعوب تزحف على عقولها ووعيها.. وافتحوا مدارسكم إنا نحن التلاميذ وهاتوا أساتذتكم.. إن كنتم صادقين؟؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية