تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاستيطان مقابل التطبيع!!

الافتتاحية
الأربعاء 29-7-2009م
بقلم: رئيس التحرير - أسعد عبود

الاستيطان حالة عدوان مستمر على الأرض.. ووقفه يعني تماماً وقف العدوان.. فهل يفترض وقف العدوان تقديم مكافأة للمعتدي؟..

كل قوانين الدنيا تمنع أياً كان من البناء في أرض الغير.. فكيف إذا كان محتلاً يستخدم القمع والتشليح بالقوة المسلحة لإقامة مستوطناته؟.‏

إذاً لم يكن من قبيل حديث المؤامرة القول: إنهم يدفعون بالمطالبة بوقف الاستيطان بديلاً عن الدفع بعملية السلام.. أو على الأقل يلهوننا بها..‏

ويطالبوننا بمكافأة عليها؟!‏

المبعوث الأميركي السيناتور جورج ميتشل يطالب العرب بخطوات تطبيعية يسميها إيجابية مع إسرائيل.. تشجيعاً لها على السلام ويحدد التطبيع الجزئي‏

معها..؟!‏

لكن أي خطوة إيجابية «تطبيع» اليوم تعني أمرين:‏

1-غض النظر عن السلوك العدواني الوحشي الإسرائيلي بصورتيه البارزتين أولاهما حالة قطاع غزة وما عرفه ويعرفه من جريمة.. وثانيهما‏

الاستيطان.‏

2-مكافأة المعتدي لتشجيعه عوضاً عن معاقبته لردعه.‏

ثم نسأل:‏

ماذا قدمت إسرائيل مقابل كل الخطوات التي قدمها العرب والتي أحدثت أكثر من خرق في أكثر من جبهة عربية أو خط مقاومة منذ مدريد وحتى‏

اليوم؟..‏

هل وضعت السلاح يوماً؟!‏

هل أوقفت العدوان؟!‏

هل تراجعت عن الاستيطان..؟!‏

إن أي قبول بأي تطبيع مع إسرائيل قبل أن تجنح للسلم علانية وبالضمانات الكافية.. هو دعم لها ومساعدة كي تستمر في حماقاتها العدوانية، وفي‏

موقفها الرافض للسلام، ولا أعتقد أن أي جانب عربي يفكر بحقيقة الأمر إلا ويجد أن طريق هذا التطبيع توصل إلى زيادة في التعنت الإسرائيلي،‏

واستمرار في العدوان.‏

وقف الاستيطان بالضرورة، كوقف العدوان ودون أي مقابل.. وليس بديلاً عن السلام العادل الكامل والشامل.. والربط بين وقف الاستيطان‏

والتطبيع هو إما خطأ سياسي كبير..‏

وإما..؟!‏

لا يحق لأي كان الربط بين وقف الاستيطان والتطبيع، فكيف إن كان يناط به إدارة شؤون جامعة الدول العربية.‏

لقد استحوذ القول المنسوب للامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى «إنه لا تطبيع مع إسرائيل قبل وقف الاستيطان» على اهتمام‏

وسائل الإعلام والمراقبين السياسيين، لما فيه من خرق غير مألوف في قواعد مساعي السلام.. والموقف العربي منها.‏

نتمنى فعلاً أن يصحح الأمين العام لجامعة الدول العربية مانقل عنه، أو لنقل يوضحه، إذ ليس من حق أي عربي أبداً أن يتحدث عن تطبيع مع العدو،‏

بل أن يعمل للم الشمل العربي لمقاومة العدوان وحماية المصالح العربية.‏

طريق السلام بالأصل غير سالك، نتيجة الموقف الإسرائيلي.. وهذه الأساليب ستزيده وعورة وضياعاً، وإن اقترنت بحسن النيات..‏

والسؤال:‏

لماذا ستجنح إسرائيل للسلم إن كان العرب يقدمون لها التشجيع وهي غارقة بالدماء العربية..منتهكة للأرض العربية.. مشردة للشعب العربي؟!‏

لماذا؟!‏

نقول: نحن نرفض حديث المؤامرة.. هذا مبدئياً.. لكن.. ماذا نفعل إن صدقت توقعات الذين تحدثوا عنها؟!‏

الاستيطان مقابل التطبيع..؟!‏

هذا أبعد حتى مما توقعه القائلون بالمؤامرة.. a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 29/07/2009 01:49

كان التطبيع مقابل استراجاع الأرض وعودة اللاجئين, ثم صار التطبيع مقابل الأرض, ثم صار التطبيع مقابل السلام, ثم صار التطبيع ضد الإستيطان, وهاهو اليوم ينتهي التطبيع مقابل الضغط لوقف الإستيطان...لقد أخذت إسرائيل ومازالت تأخذ الجائزة الكبرى من أمريكا, ويبدو أن إسرائيل لاتشبع, فصار على العرب تقديم الجائزة الكبرى أيضا, ودوما على العرب أن يتنازالوا أولا, ثم علينا أن نتفهم عدم ألتزام إسرائيل بشيء, وبعدها علينا قبول مبادرة جديدة وتقديم جائزة كبرى أولا, على أمل أن تخجل إسرائيل بعد عمر طويل وتقبل بتقديم شيئ ما يفيد بحفظ ورقة التوت على عورة أنظمة العرب.

وفيق عدس بحامض ، الضيعة  |  الهرولة الاميريكية التطبيعية نحو دمشق | 29/07/2009 11:49

كان بالاحرى على عمرو موسى يا عم اسعد ان يطالب بهدم المستوطنات الشرعية والغير شرعية من اجل اتمام عملية السلام وليس وقف هذه البؤر كما يدعي ، اسرائيل.. وامريكا من خلفها تسعى الى التطبيع المجاني مع العرب وان كان باشكال مختلفة ، كأن يقدموا مغريات للبعض باستمرار امد حكم هذا النظام او ذاك (دول الاعتدال) ،او ان يقدموا مغريات اخرى (للطرف المعارض للحلول الجزئية) من تقديم مساعدات عينية او شطب بعض بنود العقوبات بحيث يستطيعون المماطلة في شطبها كليا او اعادتها الى حيز الفعل متى ارادوا ، او ان يقوموا برش البهارات عليها كما يعتزمون اعتمادته الان مع ايران .وان كنت اشك في تكرار خطأهم مرة اخرى مع سوريا . هذه الاتصالات او اللقاءات المكثفة مع العرب من قبل ادارة الاخ باراك حسين اوباما الذي ارسل برقية شكر للرئيس بشار الاسد ردا على برقية التهنئة بالاستقلال الاميريكي (ظاهريا) ، اما (باطنيا) بعد دعوة سيادته اعلاميا لاوباما بزيارة سوريا التي يتمناها رئيس طاقمه السياسي.. الاسرائيلي المولد رام مانويل الحاكم الفعلي للسياسة الداخلية والخارجية الاميريكية . الرئيس بشار الاسد يقود طاقم سياسي خارجي مخضرم جدا لم تشهد سوريا مثيله منذ عقود ، يدير شؤونه بمهارة كبيرة المعلم المخضرم وليد الذي يدرك تماما عقلية الجانب الاميريكي وتصرفاته بعد اخطائه المعروفة ،وايضا يدرك مدى المراوغة والتسويف المتبع من قبل العقلية الاسرائيلية منذ زمن . اخيرا اهلا وسهلا بالضيوف الاميريكين متى ارادوا زيارة دمشق فهم مرحّب بهم في اي وقت ،وايضا اهلا وسهلا بالسلام ..لكن بالسلام العادل والمتساوي والندي الذي يؤمن العيش الرغيد للجميع بعد معاناة طويلة ، وذلك من اجل بقائه حيا ومستمرا خاليا من اية شوائب او نقصان، لكي لا نعود الى نقطة الصفر مرة اخرى، ولتبدأ المفاوضات السورية مع العدو الاسرائيلي من حيث انتهت بوديعة رابين التي تحكي عن تشطئ سوريا على بحيرة طبريا مرة اخرى والى الابد..

وفيق عدس بحامض ، الضيعة |    | 29/07/2009 13:05

اعتقد يا عم اسعد ان الداعين لوقف الاستيطان مقابل التطبيع بايحاء من ورقة عمل اسرائيلية ..ستكون فاشلة مثل مثيلاتها من المبادرات السابقة التي تفنن العرب بتقديمها تناغما مع الجو العام الاسرائيلي سواء كان رابيني او شاروني ، وستكون نذر شر سواء على المتطبعين العرب او اسرائيل التي سوف تدفع ثمن هذه المراوغة غاليا والى زمن بعيد جدا ما لم تقتنع او تلبي بنود العملية السلمية الحقيقية .فقط لان العرب لن يختفوا من المنطقة ، وايضا لان اسرائيل سوف تعاني طويلا الى حين انتهاء اسطورتها التي اثبتت فشلها على مدى ستينا عاما .

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 29/07/2009 14:58

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية طيبة : كلام الأمين العام لجامعة الدول العربية هو ما تريده إسرائيل ، فقد عوّدناها على الهرولة والتنازل ، وبهذا أقول : 1 - سياسة قادة الكيان الصهيوني هي توطين مفاهيمهم في عقولنا ومواطنيهم في أراضينا ، ونبقى في حالة هرولة باتجاه التطبيع معهم ! 2 - كان يجدر بالسيد عمرو موسى أن ينتبه لمآرب قادة الكيان الصهيوني الذين يأخذوننا في طريق هم يختارونه لنا ، فهل يعقل أن يصل الأمر بعربي للقبول بالتطبيع مقابل وقف الاستيطان ؟ 3 - ضعف التنسيق العربي ، والهوان أمام العدو الصهيوني ، وتجريم النظام العربي للمقاومة ، كلّها أمور جعلت منا نقدم التنازل تلو الآخر دون مقابل ؛ 4 - إسرائيل تقضم الأراضي ، ووسائل إعلامنا مشغولة في قدح الانتخابات الإيرانية والرئيس المنتخب ، وكأننا قد حررنا فلسطين ولم يبق أمامنا سوى الرئيس أحمدي نجاد ! 5 - رحم الله من قال : من يهن يسهل الهوان عليه .......... ما لجرح بميت إيلام .

عامر محمد عبدالرحمن المساعفة - الاردن |  abuamer63@yahoo.com | 30/07/2009 10:41

نعم ان مايقولة الاستاذ اسعد عبود هو في عين الاصواب ولكن الكيان الصهيوني نظام عنصري لايقبل باحد فهذي حقيقة واقعية ان ثقافة المقاومة هي من يجعل الصهاينة يقبلو على سماع الاراء لا مؤتمرات الاستسلام الانهزامية لانها بكل بساطة تصب في صالح الصهاينة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 763
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية