وفي تلك التجارب ما يدفعك قسراً لملاحظة الفارق الضخم والهائل بين الطرح من خارج الموقع, وبين ذاك النتاج الفعلي من خلال الموقع.
فقد شهدنا العديد من المفارقات التي رسمت علامات استفهام كبرى, بين ذاك الطرح الذي تبناه أشخاص كانوا خارج موقع المسؤولية, وبين تطبيق عملي نسف كل أو بعض ذاك الطرح حين تولي المسؤولية, وفي أحيان كثيرة, ما يناقضه, وفي بعضها ما يشير بوضوح الى أن أولئك الأشخاص لا علاقة لهم بما كانوا يطرحونه أو هو طرح نظري لم تسعفهم امكاناتهم لتطبيقه.
في التفسير المنطقي لهذه الظاهرة تتعدد الآراء والمواقف تعدد الأشخاص, وتتنوع بتنوع التجربة, حيث بعضها يقدم حالة تبريرية تقوم على فرضية أن الآليات لا تسمح بأكثر من ذلك, وبعضها الآخر ربما يكون أقرب الى الواقع ويشير الى غياب الخطة الواضحة والمنهج الفعلي للتطبيق, فيما اتجاه ثالث يركز على ضمور الأفكار ومحدوديتها, وعدم قدرتها على مجابهة الواقع.
وفي الإجابات المقدمة جانباً على سؤال تم طرحه على العديد من الكتاب والمفكرين والباحثين ماذا لو كنت وزيراً للثقافة, نجد ذلك التنوع, ولكن بالتأكيد في معظمها تفتقد للشمولية الفعلية في تغطية الجوانب المختلفة لعمل الوزارة, ونفتقد في بعضها على الأقل لآليات التنفيذ.
ولكنا في تلك الإجابات نجد كماً متنوعاً وضخماً من الأفكار التي تصلح لتكون جزءاً من خطة, أو في أقلها محفزاً لاتجاه في خطة, وبالتالي فإن الغاية الفعلية ربما تكون في القناة أو الإطار القادر على تجميعها, وصولاً الى تحديد أوليات التطبيق وخصوصاً تلك التي تتناول بكثير من المباشرة والوضوح احتياجات تمليها أولاً وآخراً ضرورات الواقع.
وبناء عليه هو تقديم لفكرة طالما راودت الكثيرين, ولكنها ظلت خارج إطار التطبيق وأغلبها وربما معظمها خارج إطار الطرح أيضاً, وفي الحالين ثمة مبرر ومشروعية في طرحها لتكون حالة استدلال يمكن البناء عليها في المستقبل.