| جذور الهمجية وحرب الإبادة معاً على الطريق ولئن كان يريحنا أن يتعاطف بعض الحاخامات اليهود معنا فإن حاخامات آخرين أفتوا بقتل كل مَن هو غير يهودي ، بهذه الهمجية اتصفت إسرائيل منذ بدء الصراع مع العرب مسلمين ومسيحيين حتى اغتصاب فلسطين، ولا تزال مخالبها وأنيابها تتوفّز يوماً بعد يوم تدعمها الهمجية الأمريكية التي يمثلها (الرئيس 33هاري ترومان) في إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي في اليابان عام 1945و(ليندن جونسون الرئيس 36) الذي شنّ حرب الإبادة على فيتنام عام 1968وأكملها (ريتشارد نيكسون الرئيس 37) ووصلت إلى حدّ رشّ مواد كيماوية على الغابات لتعريتها حتى يسهل على الجنود الأمريكيين اصطياد الثوار الفيتناميين ورشّ مواد مخدرة على مواسم الأرز حتى يستطيعوا إبادة الشعب، فانبرى عددٌ من المفكرين في العالم أبرزهم جان بول سارتر بمحاكمة أجريت في باريس وصموا فيها نيكسون (مجرم حرب) ومن ينسى ألواناً من الهمجية في دعم مجموعة من المجرمين ليرتكبوا جرائم وحشية ويقتلوا شعوبهم ويبيدوهم كما في السلفادور وكولومبيا وكوستاريكا وعصابات الكونترا في نيكاراغوا واحتلال بنما والقيام بمجازر رهيبة , وضرب الاقتصاد في المكسيك ومحاصرة كوبا وضربها , ولا ننسى عاصفة الصحراء (1990ـ 1991) (بوش الأب الرئيس 41) وحصار العراق بلا طعام أو دواء عشرة أعوام . إنه وحش يقبع خلف الستار تجرد من المشاعر الإنسانية يركن تارة ويهبّ أخرى كما هي حال دبليوبوش والمحافظين المتصهينين الجدد الذين دمروا العراق وأفغانستان وكأن هدفهم لم يكن تدمير شعوب العالم ومكتسباتها الاقتصادية والحضارية وحسب ، وإنما طال الشعب الأمريكي بالذات ، تدل الإحصائيات (الأمريكية) عن ارتفاع عدد المنتحرين بين الجنود الأمريكيين في العراق وازدياد عدد المصابين بالاكتئاب ومايقوم به كثيرون منهم مع زوجته وصديقته بعد عودته من الحرب كقطع رأسها وأوصالها وإطلاق النار عليها، لأن عدداً كبيراً من الجنود هم من المجرمين وأصحاب السوابق ، ليثبت أخيراً أن الحرب على الإرهاب ليست سوى (مسخرة) تنم عن انعدام الأخلاق وأن كيدهم يُرَد إلى نحرهم وأنها مقدمات لانهيار الامبراطورية الأمريكية التي قامت على الطغيان في محاولة إفناء الهنود الحمر السكان الأصليين ، واصطياد الزنوج من أفريقيا واسترقاقهم . ومن الصعب أن يتخيّل المرء أن أجدادهم الأوربيين الذين تحدروا من أصلابهم أقلّ وحشية عندما يراجع نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية ، ويرى أن أخطار الحضارة كانت أضعاف فوائدها ويرى أن الحياة أيام كان الإنسان يحرث أرضه بالمحراث على زوج من الثيران أكثر أماناً واطمئناناً من الإنسان المعاصر المجبول على الألم والضياع . لقد سبق الغرب منذ القرن الثامن عشر معظم الأمم الأخرى بخطوات من التقدم الصناعي والتكنولوجي والمعلوماتي فاستأثر بها وصار ينظر إلى العالم بازدراء يفعل مايشاء بلا وازع من ضمير حتى أصبح الضمير مهزلة وأصبح الكلام عنه مثل علك اللباد. anhijazi@gmail.com
|
|