| مقارنات مؤلمة أبجد هوز قبل تسع سنوات، كنت في البيت اتصفح في الجريدة وإذ بمقالة تمدح ادارة احدى شركات الألبان، لأنها باعت خلال سنة ب5 ملايين ليرة. اتصلت برئيس التحرير قلت له: يا استاذ من يملك باصاً على طريق الدوار يمكن ان يحصّل هذا المبلغ؟ ثم هذه الشركة عندها رواتب عمال في السنة أكثر من هذا المبلغ فكيف نمتدحها بدلاً من توبيخها قال الرجل وقتها انه وافق على نشرها لتشجيع القطاع العام، بعد اسبوع صادفت صاحب المقالة فقلت له ببراءة: لم تعجبني مقالتك عن الألبان فانتفض وقال بعفوية:(شوف انا ما بقبض هه). شركة الألبان في احدى الدول العربية اجتاحت الشرق الاوسط بكامله ونحن منه بمنتوجاتها. الصحراء حولوها الى مزارع واستجروا جبال الجليد وفرشوها في الصحراء ونحن حولنا الاراضي الخضراء والزراعية الى غابات من الاسمنت، وليتنا حللنا ازمة السكن. وقبل يومين أقرأ عن شركة الكهرباء في نفس الدولة، ان ارباحها تراجعت الى 194 مليون دولار تصوروا هذا الرقم وهو تراجع لأن آلاتهم حديثة وجاءت بعقود نظامية، فإنها لا تحتاج صيانة قبل سنوات بينما آلاتنا تنهار بعد اشهر لانها منسقة وجاءت بسعر الحديثة فصار انتاج الكيلو يكلف اضعافه عند الاخرين. طبعا لديهم لصوص لكنهم يشبعون ولا يأخذون كل شيء. تعرفون ان معظم مسؤولي العالم وخاصة الثالث يذهبون الى جهنم لأنه ليس هناك واسطة ولا تشبيح وفي جهنم يسمحون بالاتصال بالاهل على طريقة السجون الحديثة ، فاتصل احدهم الى واشنطن فكان سعر المكالمة 10 دولارات والاخر اتصل الى بريطانيا فكان السعر 8 دولارات فاتصل احدهم الى بلدة في دول العالم الثالث فكان سعر المكالمة 5 سنتات فقط فسألهم: لماذا سعر مكالمتي رخيص جدا فقالوا له: لان المكالمة من جهنم الى بلدك تعتبر مكالمة داخلية.
|
|