فقدت النخب المثقفة كثيراً من دورها بسبب الصورة. كان الكاتب هو الوصي الأول على النص, لكنه فقد هذه الوصاية والريادة في زمن الصورة التي يستطيع كل فرد ودون الحاجة إلى معرفة اللغة أو السياقات الثقافية أن يراها ويحللها ويبني عليها توجهاً أو فكراً.
رأى الناس قديماً في المثقف أو الأديب بيرقاً تتمايل قلوبهم وعقولهم مع اتجاهات رياحه, ونال في ذلك الحين لقب «ضمير الأمة» إذ كان المعبر الحقيقي والصادق عنهم, كان الناطق باسمهم, كان كل ذلك لأنه امتلك وسيلة التعبير التي كانت حكراً على أهل العلم والأدب.
في عصر العولمة, وقد صار لكل فرد وسيلته الخاصة في التعبير, بل وفي الإخبار ونقل الأحداث بطزاجتها ووفق رؤيته هو, يبدو أن المثقف فقد دوره الريادي ذاك, ولم يعد «ضمير الأمة» إذ بات كل شخص ينطق باسم الأمة! وقد يتيح الاطلاع على عالم وسائل التواصل الاجتماعي تقديم إجابة.
وفقاً للغذامي تحول المجتمع من ثقافة النص إلى ثقافة الصورة, ومن ثقافة المنطق إلى صناعة الصورة, وهكذا تراجع دور النخب وتأسست ثقافة شعبية تجنح غالباً إلى التعميم والتنميط الثقافي.
وهكذا لن تكون وظيفة الإعلام في بلدنا سهلة أبداً.
suzan_ib@yahoo.com