فمن الإعلان عن ضرورة الحل السياسي السلمي وفق بيان جنيف ، إلى تمويل « المعارضة » بالمال .. وبالسلاح «غير الفتاك »
وتدريب عناصرها ومرتزقتها في دول الجوار السوري ، ومن إدراج جبهة النصرة وبناتها واستطالاتها على لائحة الإرهاب الأميركية إلى الإيعاز لقطر والسعودية بتمويل وتسليح عناصرها بسلاح كرواتي أو أوكراني أو ليبي أو حتى بريطاني ، وإلى الإيعاز بتمرير عناصرها وإرهابييها عبر تركيا ، ومن استبعاد التدخل العسكري المباشر عبر الناتو إلى دس عناصر الاستخبارات الأميركية وضباطها و» الصديقة « منها في مفاصل الأرض السورية ومدنها وقراها ...
لا نحتاج أدلة على تلك الازدواجية وذلك التلون السياسي الأميركي فهي أكثر من متوفرة وبكثرة وعلانية ظاهرتين ، بل نحتاج القول بأنها لا تنطوي على ارتباك أو فوضى في كواليس القرار الأميركي ، ولا على تردد أو جهل أو محاولات تعمية وتضليل ، ولا على مواربة تجاه الروس أو مخاتلة أمام الصينيين أو عدم توازن أمام الأوروبيين ، بل تنطوي على قرار أميركي رسمي حاسم باستخدام ذلك كله من أجل هدف غير معلن أبداً .. هو الإبقاء على الأزمة مشتعلة مستعرة مثل نار في هشيم وبأدوات مباشرة وغير مباشرة ، سياسية وغير سياسية ، وباتجاه هدف واحد هو تدمير سورية بكل مقومات قوتها ومقدراتها أياً كانت ، وإعادتها عصوراً إلى الخلف .
متوسطو الذكاء في المعارضة السورية أدركوا الأمر وباتوا يتحسبون له ولو بخجل وتردد ، فيما الأغبياء منهم والعملاء على حد سواء ما زالوا يراهنون وما زالوا أسرى الوهم والخديعة ، فما يفعله الأميركيون اليوم ليس إلا الحرب غير المعلنة على سورية وتدميرها واستنزافها بيد بعض السوريين ومموليهم ومسلحيهم ، فإن لم تكن كذلك ... فكيف تكون إذاً استخدامات القوة الناعمة الأميركية التي تتبناها إدارة أوباما ؟