تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هذا هو العمل !!

معاً على الطريق
الثلاثاء 31-7-2012
خالد الأشهب

سوري ما , يسمي نفسه مثقفا ومعارضا مستقلا , يكتب مقالا في صحيفة لبنانية « والآن .. ما العمل « ... تماما , وبالتقمص فقط ,

كما كتب فلاديمير إليتش لينين يوما ثمانية مجلدات عما ينبغي للثورة في روسيا أن تفعله , والفارق بين الإثنين أن لينين بحث عملية نقل روسيا القيصرية من ثقافة المحراث الروماني إلى ثقافة الفضاء وخلفه ملايين الروس والسوفييت , فيما صاحبنا , ولا يسير خلفه سوريان اثنان , يبحث , بجهل أو بسوء نية , عن الذهاب بملايين السوريين إلى الجلوس على كومة الخرائب في سورية , ثم ليتساءلوا على طريقته الحصيفة .. الآن ما العمل !‏

ومع أن الثقافة ليست شهادة أكاديمية ممهورة ومختومة من قبل مؤسسة أو هيئة , والمثقف الحقيقي الجاد لا يسمي نفسه مثقفا .. فهذه مهمة الناس ورأيهم هم فيه لا رأيه بنفسه , ومع أن أدبيات الفكر السياسي وتجاربه وتوصيفاته لا تعرف ولم تنتج شيئا اسمه « معارض مستقل « اللهم إلا إذا كان يراد به معنى « المنشق « على طريقة السوفييتي الشهير زاخاروف الذي نال « نوبل» لقاء الخيانة لا لقاء الانشقاق , ولفظته روسيا السوفيتية وروسيا الجديدة على السواء فيما بعد , فإنني بدوري أتساءل أيضا عن معنى الاستقلال هنا ؟ معارض سياسي أجل .. ولكن , مستقل كيف ؟ مستقل عن ماذا وعن من ؟‏

هذا مجرد أنموذج لما يعانيه السوريون اليوم من الإعماء السياسي والتجهيل الثقافي والتهديم المعرفي , فضلا عما يعانونه من الدم والخراب والموت , تماما كتلك الجهة الألمانية التي أعلنت قبل يومين أو ثلاثة أن فصيلاً سورياً معارضاً خضع لدورة تدريبية في أصول الديمقراطية وممارساتها لمدة ستة أشهر بمنحة ألمانية واجتاز أعضاء الفصيل الامتحان بنجاح , كما لو أن الديمقراطية مجرد بضع حركات تشغل خطا لانتاج الكونسروة أو تغليف القمرين الدمشقي .. وتماما , كتلك الكتب الصغيرة بحجم الجيب التي نثرها باعة البسطة لعقود من السنين على أرصفة شوارعنا وزوايانا الخلفية وعنوانها الرئيس « تعلم الانجليزية في خمسة أيام « ودون أن يتعلم سوري واحد الانجليزية منها !‏

واليوم هاهو فيض من المصطلحات والتسميات والتوصيفات الخلبية تتغلغل في وعينا وحراكنا السياسي وتتحول به إلى مشاهد وحراك مسرحي من نوع خيال الظل .. ما إن تبدأ حتى تنقضي تاركة خلف كل منها بقعة دم , إذ كيف يستوي لأغلبية المعارضين أن يكون أحدهم سلميا والآخر مسلحا فيما الثالث وطنيا والرابع غير وطني , أما الخامس فهو خارجي والسادس داخلي , ثم يأتيك السابع على أنه مستقل فيما الثامن ملتصق أو مرتهن .. وهكذا دواليك , حتى ليظن المواطن السوري أنه أمام بسطة رصيف في « سوق الحرامية « عليها كل ما خاب ولاب !!‏

وإذا ما جاز طرح السؤال إياه .. الآن ما العمل على أهميته القصوى؟ فإن من الأجدى ألا تكون سورية الغد هي موضوع السؤال والإجابة , بل أن تكون كل هذه الفوضى هي الموضوع , وهي المآل في أن يدير السوريون غربال التفكير والمحاكمة العقلية لها , ويتحولوا بمعظمها إلى كومة قش تذروها الريح من تحت ثقوب الغربال !!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية