تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


45 عاماً ولم نصحُ!!

الصفحة الأولى
الأربعاء 6-6-2012
أسعد عبود

مضى على الموعد /45/ عاماً، كان الزمن مرصوداً لكشف الزيف والادعاء والتخلف وقلة الحيلة.. بل كان زمناً لاكتشاف المواقف والتحديات. وها نحن نعود مرة أخرى لاكتشاف المكتشف والتعرف بما عرفناه في ذاك وقبله، وبقينا لسنين طويلة نجرب المجرب.

5حزيران كانت كافية لانقلاب أي شعب على واقعه ورفض كل مؤيدات الهزيمة والقتال مع مبررات قدمت لها. لعل التغيير الأهم الذي حصل في قرابة نصف القرن الماضي، أن العرب استعدوا لأي هزيمة.. ليس عن طريق مجابهتها وتحقيق الانتصار، بل عن طريق استباقها لتحقيق الانكسار. وهكذا.. لا فلسطين تجمعهم.. ولا العدو الإسرائيلي يوحدهم.. ولا العروبة تحدد الانتماء.‏

التاريخ لا يعيد نفسه.. أبداً لا يعيد نفسه.. إنما هي حالة الاستكانة والتخاذل التي تمنع شعباً من قراءة التاريخ.. فتتجاوزه الحياة ويبقى هو معلقاً على جدران التاريخ وسيلة إيضاح للتخاذل.‏

كان ذاك الزمن موعداً حدده لنا التاريخ بصفعة شاب لها الأطفال، كي نخرج من قمقم سجنّا فيه العقل والفكر والإرادة، ولننتقل منه إلى رحاب الوطن والشعب القادر، فيما لو حررت إرادته.. وتحرير الإرادة يكون عن طريق العلم والتعلم والمعرفة والحرية، وإلا استنسخ الشعب ماضيه ولاسيما أنه ينطلق من حالة انكسار عوضاً عن أن يبني مستقبله لتحقيق النصر.‏

ما نواجهه اليوم.. أبرق له الغيم وهتف بصواعقه منذ ذاك التاريخ.. وقد رأيناه حتى العمى وسمعناه حتى الطرش، ورغم فداحة النور ورهبة الصوت تناومنا.. ووصلنا إلى اليوم.. وكأننا نقف عند ذاك الزمن.‏

هل تظنون أن مواطناً سورياً يقول أنه غير معني بتحرير الجولان، مجرد خائن..؟! لا أبداً.. هذه خيانة لكنه ليس بخائن.. إنما خائب. وبتقديري في زمن الفرقة الذي نعيشه أن تحرير الجولان يصح نقطة تجمّع لنا، تتجه إليها الأفئدة.. على شرط: ألا يكون ثمة من - أو ما- هو أعلى.. أكبر.. أهم.. وفي أحزابنا الجديدة لم أسمع عن حزب وضع تحرير الجولان في أولى بنود أهدافه.. لماذا..؟! لأنه عمل محسوس لا يقبل المواربة وخيلاء الشعارات، هذا أولاً.. وثانياً لأنه ليس بالسهل ولا يقبل المواجهات الكلامية..‏

تثاءبنا.. تناومنا عن الجولان.. فانتقل العدو إلى الداخل.. هكذا أوضح السيد رئيس الجمهورية.. قال: عدونا الآن في الداخل..‏

وداخلنا ميدان تجوب فيه رياح المصالح الدولية بأدوات إقليمية ولن تهدأ.. ما لم تهب رياح المصالح السورية..‏

أميركا.. هي أميركا.. تعرفونها.. ليس من سوري لا يعرف أميركا.. أمة براغماتية في كل شؤون الحياة عدا إسرائيل؟!! أمن إسرائيل أولاً، ثم البراغماتية..‏

روسيا والصين الموقف نفسه الذي كان في ذاك الزمن الذي وقفنا عنده ولم تقف روسيا ولا الصين، ورغم التغيير الذي لحق بكل منهما لم يغيرا مواقفهما، لأن الثوابت في المواقف لا تثبت شعباً.‏

أوروبا تابع أميركي.. صغير كان ويبقى صغيراً.. بل ازداد صغراً إذ تراجعت فرنسا عن تمردها الديغولي على الوصاية الأميركية.‏

ثم الدول الإقليمية وهي الأخطر في الحكاية..‏

مصالح الولايات المتحدة تواجهها مواقف روسيا والصين، فتقف عند خط محدد.. أما الدول الإقليمية فهي وإن كانت لا تجرؤ على مخالفة أميركا.. إلا أنها يمكن أن تحقق مآربها في تخريب سورية برضى أميركي.. وتشجيع على ذلك أيضاً مادام يخدم إسرائيل.‏

يخطئ كل سوري يعتقد أن في أي موقف للدول الإقليمية ثمة ما يخدم توجهاته.. دون أن أتهم أياً كان.. إنما هي حسابات والتاريخ سيكون الشاهد.. عندما نصحو..‏

As.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية