تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل تعود وزارة التموين ؟

أسواق
الثلاثاء 31-1-2012
قاسم البريدي

ليس ضربا من الخيال أو رجوعا إلى الوراء إذا قلنا إن وزارة التموين باتت مطلباً جماهيرياً قياساً لتجربتنا السابقة والحالية في تعاملنا مع الأسواق

قبل الأزمة وأثنائها وبعدها حيث أثبتت الوقائع على الأرض فشلنا الذريع في محاولة ضبط الأسواق لدرجة أصبح الكلام عنها مجرد استهلاك محلي لا يقدم ولا يؤخر ..‏

لقد مر نحو عقد من الزمن على تحرير الأسعار ثم إلغاء وزارة التموين وخلال تلك الفترة الطويلة للانتقال من الاقتصاد المخطط إلى اقتصاد السوق لم تظهر الآمال التي علقها الناس على هذا التحول ...‏

ولئن كانت الفترة الانتقالية صعبة ويدفع ضريبتها المواطن ذو الدخل المحدود ريثما تستكمل آليات ضبط اقتصاد السوق الاجتماعي فتصبح الأمور مثالية لمصلحة المستهلك ..فإن حزمة القوانين التي صدرت كقانون المنافسة ومنع الاحتكار وقانون حماية المستهلك وغيرهما الكثير ، لم نحصد منها سوى القليل القليل إن لم نقل المزيد من خيبات الأمل ..علما أن هذه التشريعات تضع شروطا صارمة لخلق المناخ الأفضل لشفافية الأسواق ولتقديم أفضل السلع والخدمات بأرخص الأسعار .‏

وطالما أن الفترة الانتقالية مفتوحة على ما يبدو ولم تنته بعد والفروقات الهائلة تكبر ولم تتقلص فإن المستهلك سيظل يدفع الثمن إلى ما لانهاية ..والأخطر هو خسارة الشريحة المتوسطة وانزلاقها لتصبح ضمن الشريحة الفقيرة المهمشة بعدما ظهرت أساليب غير مقبولة من قبل (الحيتان الكبار ) خلخلت السوق وجعلته يعيش في فوضى فعلا ضمن آليات حكومية بطيئة وروتينية لا تستبق الأحداث بل تأتي في آخرها ولحظة استفحالها ..‏

وعوضا من أن تقوم الرقابة التموينية بدورها نجدها ،وبدعوى التخفيف من الاحتكاك مع الباعة ،تترهل أكثر وتمعن في الفساد الموصومة به منذ سنوات ، وأكثر من ذلك فإنها قد تبرر الغلاء بسهولة طالما أن الأسعار محررة لنحو 90 % من السلع وقد تتعاطف مع الباعة بالقول إن الأرباح معقولة في ظل كساد الأسواق..!؟‏

أما غرف التجارة والصناعة فتتحول لواعظ تناشد ( الشرفاء ) بتقليل أرباحهم وهي غير قادرة على فعل شيء مع أعضائها لا سلبا ولا إيجابا ..‏

وكذلك مقولة ( التدخل الايجابي ) لمؤسسات التجزئة وبيع المفرق الحكومية والتعاونية لا تزال أشبه بالحلم وفبركة إعلامية بتقنيات قديمة ومبتذلة ..‏

فهل هذا كله يكفي لنعيد النظر بتعاملنا مع الأسواق وكيفية تلبية حاجات المواطن الأساسية من خلال إعادة الاعتبار لوزارة التموين باعتبارها وزارة (المستهلك ) التي ترعى كل شؤونه وتسهر على راحته مهما كانت الظروف صعبة وهذا ما فعلته مصر بعد الهزة التي عاشتها وتجربتها شبيهة بتجربتنا ...‏

نأمل أن تتبلور مثل هذه الأفكار ونحن على أعتاب مرحلة جديدة في الحياة السورية ضمن أهم محاورها تشكيل حكومة ائتلاف وطني ...‏

Kassem58@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 1047
القراءات: 950
القراءات: 1018
القراءات: 1006
القراءات: 924
القراءات: 1025
القراءات: 963
القراءات: 955
القراءات: 976
القراءات: 984
القراءات: 973
القراءات: 975
القراءات: 3855
القراءات: 961
القراءات: 979
القراءات: 1035
القراءات: 1014
القراءات: 966
القراءات: 983
القراءات: 1113
القراءات: 1008
القراءات: 1615
القراءات: 1058
القراءات: 1017
القراءات: 1019

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية