| ثقافة منقوصة منطقة حرة ليس فقط الأحداث الجارية في محافظات مختلفة وإنما أيضاً الزلازل والفيضانات والأعاصير التي ضربت أكثر من مكان على ساحة العالم خلال السنوات الأخيرة ,ونحن وسوانا من بلدان المعمورة لسنا بمنأى عن حدوثها، وهناك من يؤكد من الباحثين والمتابعين، إنه لولا عمليات التطوع التي تشارك فيها شرائح مختلفة من المجتمع ومن كافة الأعمار وعلى وجه التحديد شريحة من هم في سن الشباب، فإن فواتير الخسائر البشرية والاقتصادية كانت ستصل إلى حدود مضاعفة.. وبالتالي من المشروع السؤال إلى أين وصلنا في تجربة العمل التطوعي..ومن هي المرجعيات الرسمية والأهلية التي تأخذ على عاتقها تنظيم مثل هذه الأنشطة ؟ ما أتينا على ذكره لا يعني ولا بأي حال من الأحوال، أن العمل التطوعي في بعض جوانبه ليس حاضرا في أنشطة بعض المنظمات النقابية والأهلية، بل على العكس من ذلك، ثمة أنشطة كثيرة نشهدها وخاصة خلال عطلة الطلاب في فصل الصيف، حيث سبق للبعض المشاركة بمخيمات تطوعية على مدار أيام، سواء بهدف تنظيف الأنهار أو إعادة تأهيل الحدائق أو القيام بحملات تأهيل المدارس ومواقف النقل العامة والساحات والطرق ووضع الشاخصات الطرقية وزراعة الأشجار وإعادة تأهيل مواقع أثرية ..., نعم نعترف أن مثل هذه الأنشطة كان لها بعض الحضور، ولكن ما ذكرناه وعلى أهميته لا يشكل ظاهرة فعلية تتميز بها المنظمات النقابية والأهلية، وهي غالبا ما تكون خجولة وبمشاركات محدودة جدا، كما أن البعض غالبا ما يدرج هذه الأنشطة في سياق الرحلات الترفيهية لا أكثر، أي قد يشارك المرء لمرة واحدة في العمر ويتحول الحدث إلى ما يشبه الذكرى، مع أن المطلوب هو استمرار مثل هذه الفعاليات على مدار العام وفي كل الفصول . حين أشرنا ولو من بعيد، أن التجربة السورية في العمل التطوعي تكاد تكون منقوصة ومشوهة ، فليس ذلك إلا لأن ثمة ضرورة وحاجة ماسة للخروج عن التجارب التقليدية التي لا تخلو من النمطية المرتبطة نسبيا بشيء آسمه المعسكرات الكشفية، فثقافة العمل التطوعي هي أبعد من ذلك بكثير, وبحاجة إلى مختصين وباحثين من أصحاب الكفاءة والقدرة على تجسيد هذه الثقافة قولا وعملا، وربما من النادر تلمس مبادرة بعض المنظمات والنقابات وحتى الأفراد العاديين في السعي إلى تنظيم ندوات نوعية حول مفهوم العمل التطوعي الذي قطع شوطا كبيرا في البلدان المتقدمة، بينما في بلدنا ما زال يراوح في مكانه، وما نعنيه بالعمل التطوعي الفعلي، هو ضرورة توعية الناس وبمختلف شرائحهم حول الأساليب التي تؤدي إلى مشاركة فاعلة . ومن باب التذكير ، هناك اليوم منظمات حكومية وأهلية في كثير من بلدان العالم ترصد مليارات الدولارات، من أجل صرفها على مراكز تسهم في توعية الناس حول العمل التطوعي وتقوم بتقديم تدريبات بين الحين والآخر على طرائق وأساليب تدخلهم في حال التعرض إلى مخاطر . للأسف، غالبا ما يرى البعض أن التقصير في هذا الجانب يتعلق في الحكومات مباشرة، ومثل هذه الرؤية لم يعد لها أي مكان في البلدان المتقدمة ، وهي أصبحت قاصرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ففرق العمل التطوعي غالبا ما يبادر بتنظيمها الجمعيات الإنسانية والخيرية والمنظمات الشبابية، وأما من يقدم لها الدعم المادي ويرعاها، فهم على الأغلب التجار ورجال الأعمال وكل من هو محسوب على قوائم الأغنياء والشركات الأهلية في القطاع الخاص، وكثيرا ما سمعنا خلال العقود الأخيرة أن بعض الأثرياء كانوا يكتبون وصاياهم بأن تذهب ممتلكاتهم بعد موتهم للتعويض عن المتضررين من الكوارث الطبيعية، وكمثال على ذلك، فإن الملياردير الأميركي الشهير (بيل غيتس) كان قد خصص جزءا من ثروته للأعمال الخيرية المتعلقة بهذا الجانب وسواه، لكن في سورية ومعظم البلدان العربية لا نسمع بمثل هذه المبادرات ولا حتى من باب رفع العتب marwandj@hotmail.com ">. marwandj@hotmail.com
|
|