المتسلقون على شبابيك وسلالم الأزمات هم من يخدع الحس الوطني العام: الوطن في الأزمة يختلف عن وطن الحياة العادية..
يكذب المال ويكذب المتسلقون وتسقط حسابات الحالمين فقط في الضيق والمصائب والمصاعب.
(لعمرك ما ضاقت بلادٌ بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق) بشرٌ تؤلفهم الرغبات الخربانة بشرٌ من أسوأ أنواع الحالمين..
في الصناعة والتجارة متسلقون يظهرون فجأة على شرفات الضائقات وعلى أسوار الحاجات.. هؤلاء يطربون مع ارتفاع الأسعار، ويهدون لكل حقلٍ لهيب نار، ولا يقيمون وزناً لصديق أو جار.. كل ما يفهمونه وزن الربح والاستئثار..
ومتسلقو سلالم الآراء، ومن ورائها المنافع والاسترضاء، واستلهام مال النفط وأشباه الملوك والأمراء..
طرب للأزمات يتوجه بصراخه خدمة لهذا النفطي أو ذاك الغازي.. وأصحاب أقلام، في مفترقات الأوطان يدّعون ويبدلون ويزوّرون الأحلام، ويحشدون في وجه الضوء الظلام، ويمزقون القمصان عن الكلام.. وأناس وأناس بين الحبر والخبر والوقت والزمان يتلوون كالأفاعي بين الأعالي والحفر، ويتآمرون ضد الأمان، ويوهمون فقراء الخيال بأنهم أسياد الحنان.. وفي نهاية الأزمة يتلاشون..
مال الأزمات أبشع المال وبشر الضيق الذين يحلمون ويفكرون بالتسلق من أجل الحاجات، ليسوا في أحسن الحالات، بل هم على الضيق والتعاسات تعاسات ووبالات.. يفكرون بتوجيه الدولارات والدراهم والريالات..
أبو مالك صانع صابون قديم في دمشق القديمة يقول: صناعة البلد تكفي لتنظيف الجد والولد، ولا تهدي الخوف لأحد إلا من أراد اللعب بالأزمات فهو ليس على خير ما يرام..
مال أزمات وتجار أفكار ونواطير حاجات، موزعو أفكار للتنفيعات والضائقات.. لكن وطن الحب يليق بالأمنيات ويستحق البنين والبنات والحياة.
Hithaam960@gmail.com