تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وقفــــــة عــــــــز.. فقــــــط !

معاً على الطريق
الثلاثاء 31-1-2012
خالد الأشهب

رحم الله من قال يوما « الحياة وقفة عز» ورحم كل من وقف هذه الوقفة في تاريخ بلادنا سورية لمرة واحدة أو لألف مرة !!

ووقفات العز ليست حصراً بجبهتي السياسة والحرب ومواجهة المحن, ولا هي رهينة لحظة انفعالية عابرة طارئة .. تنقضي والوقفة إياها تنقضي معها , فلا هي نافرة في سياق عام ولا هي غائرة في نسيج متشابك, بل إنها قيمة أخلاقية عليا ومطلقة , فإما أن تستوطن النفس الإنسانية فتقولبها على هواها وتتقولب النفس بها , وإما أن تستهجن حضورها في نفس كل ما فيها منحط .. فتعاف التوطن فيها حتى ولو كان طارئاً. وإذا كانت الحياة بإيقاعها البشري وبرتابتها اليومية لا يستدعيان حضوراً دائماً لوقفة العز وجهوزية تامة منها , فإن ثمة ظروفاً نادرة وأوقاتاً عصيبة تعيشها النفس الإنسانية وتحتاج فيها أشد ما تحتاج إلى وقفة عز .. وقد لا تحتاج سواها أبدا .‏

السوري بوصفه نفسا إنسانية , والسوريون عامة يواجهون اليوم ظرفاً نادراً ووقتاً عصيباً, يحتاجون فيه لكثير من أدوات المواجهة من سياسة وقوة واقتصاد وثقافة ووعي وغير ذلك, ويلتمسون عوناً من صديق أو شقيق, ويبذلون من الماديات ما ارتفع ثمنه أو قل, ويواجهون من القوى المضادة ما استشرس واسفترس.. سياسة وعسكرة وتمويلاً وتضليلاً, ورغم أهمية ما لدى السوريين وما لدى أعدائهم ودوره في حسم المواجهة أو الصراع, فإن وقفة العز الجمعية منهم هي اليوم أهم ما يحتاجونه وما يحسم أمورهم:‏

وقفة عز من مجموع السوريين العام الساعي إلى الإصلاح والبناء فوق ما بنوه من قبل دون هدمه أو تخريبه بحجة «الثورة» وسحرها.. فالثورة بناء أولا, والمعابد تنشأ إلى جانب بعضها وليس فوق بعضها البعض!‏

وقفة عز من معارض وطني ينكأ الجرح الملتهب دون خشية أو وجل, ودون مراوغة أو رهان, ودون انتظار موجة سانحة يركبها ولا يعرف إلى اين تذهب به, بالوقوف إلى جانب الوطن أولاً وحريته وسيادته واستقلال قراره.. ولو تأخرت «الديمقراطية» قليلاً, فليس بها وحدها تحيا سورية ويحيا السوريون!‏

وقفة عز من مثقف ينأى بنفسه عن أن يكون شاهد زور في قضية صراع خاسر مهما كان الرابح فيه ومن كان, أن يتخصص اليوم بتعليم أبجديات الوطن والوطنية.. فثمة متسع للأيديولوجيا ودروسها الخاصة قادمة بعد!‏

وقفة عز من اقتصادي يستدل على تجارة منجية لا تصرف نقداً أو تكنز ذهباً, بل تصير ترابا هو أغلى من النقد والذهب, يجيد التفريق بين الجوائز الكبرى وجوائز الترضية, وحيث لا جائزة كبرى اليوم ولأي سوري سوى سورية الواحدة الحرة المستقلة, فيما جوائز الترضية قادمة بعد أيضا!‏

وقفة عز من كل سوري يلفح وجهه لهاث السعار المحتدم على سورية, ينبعث من أفواه النفاق الغربي وبعض أفواه الخبث العربي وبعض بعض أفواه الاغتراب السوري, أن ييمم وجهه قبلة الشام.. ويخشع !!‏

khaledalashhab@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2221
القراءات: 2124
القراءات: 2544
القراءات: 2500
القراءات: 2277
القراءات: 2650
القراءات: 2595
القراءات: 2531
القراءات: 2294
القراءات: 2622
القراءات: 2829
القراءات: 2722
القراءات: 2425
القراءات: 2884
القراءات: 2954
القراءات: 3031
القراءات: 2817
القراءات: 3195
القراءات: 3142
القراءات: 3252
القراءات: 2646
القراءات: 3116
القراءات: 3615
القراءات: 3363
القراءات: 3425

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية