نتوخى الشفافية والموضوعية
حدث وتعليق الأربعاء 7-3-2012 محرز العلي موافقة القيادة السورية على استقبال كوفي أنان وفاليري أموس مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة للاطلاع على حقيقة ما يجري على أرض الواقع تؤكد بشكل جلي على جدية القيادة السورية في إيجاد حل سلمي للأزمة عن طريق الحوار وبما يضمن سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرار وأمن شعبها.
لقد رحبت سورية منذ بدء الأزمة وحتى الآن بالوفود العربية والدولية التي رغبت في زيارة سورية والاطلاع على الأوضاع فيها فاستقبلت العديد من الوفود الدبلوماسية والإعلامية والبرلمانية ولم تتردد في قبول المبادرة العربية والتعاون الكامل مع بعثة المراقبين العرب التي أظهرت شفافية وموضوعية حيث أكد التقرير الأول والثاني اللذان قدما إلى الجامعة العربية وجود عصابات مسلحة تستهدف عناصر الجيش وقوات حفظ النظام. لكن بعض عربان الخليج الذين لا يريدون معرفة الحقيقة لم يعجبهم التقريران لأنهما جاءا عكس ما يريدون ولذلك بادروا إلى سحب المراقبين وتعطيل عمل البعثة واتخاذ خطوات تصعيدية عدائية تنفيذا لأجندات أسيادهم في واشنطن والغرب ومنها دعواتهم إلى تسليح الإرهابيين لسفك المزيد من الدم السوري ونسف أمن واستقرار السوريين.
والمستهجن أنه في الوقت الذي ترحب به سورية بكوفي أنان وفاليري أموس وتبدي تعاونها مع أي مبادرة تسهم في حل الأزمة عن طريق الحوار وبعيدا عن إملاء الشروط تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تصعيد وتوتير الأجواء الدبلوماسية عبر تقديم مشروع قرار جائر وغير متوازن إلى مجلس الأمن ضد سورية من شأنه التمهيد للتدخل الخارجي بالإضافة إلى تصريحات عدائية من رئيس الوزراء البريطاني الذي دعا إلى التدخل في سورية واستنساخ النموذج الليبي. الأمر الذي يؤكد أن هذه الدول هدفها واحد هو إضعاف سورية خدمة لمصالحها ومصالح الكيان الصهيوني عبر تعقيد الأزمة لا المساهمة في حلها.
السوريون يأملون من أنان وأموس اللذين يزوران سورية قريبا توخي الدقة والشفافية والموضوعية في مقاربة الأمور وحقيقة ما يجري على أرض الواقع كما يأملون بطرح مبادرات من شأنها المساهمة بحل الأزمة السورية عن طريق الحوار وبعيدا عن أي تدخل خارجي بما يضمن سيادة سورية وقرارها الوطني المستقل. وفي ذلك خدمة للشعب السوري وللأمم المتحدة التي بدأت تفقد مصداقيتها نتيجة هيمنة القوى الامبريالية عليها وحرفها عن دورها وأهدافها في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
mohrzali@gmail.com
|