ويبدو أن هذه المبادرة ستكون القطرة الأولى في (غيث) الديمقراطيين المنهمر فوق رؤوس المحافظين الجدد للإطاحة بهم, والذي سيتجه في الأيام القادمة الى تقديم المشروع الخاص بتمويل العمليات العسكرية في العراق والذي يتلخص بتحديد أيلول 2008 لسحب القوات من هناك.
المفارقة المثيرة أنه رغم تلك المعارضة الديمقراطية لسياسات بوش وتشيني وطاقمهما, ورغم النتائج الكارثية التي حصدوها حتى الآن, إلا أنهم لا يزالون يصرون على سياساتهم الحربية وعدم تحديد جدول زمني للانسحاب من العراق.
وفوق هذا وذاك يستمرون في إطلاق أكاذيبهم على مزيد من ايقاعات التضليل التي يسوقونها حول الحريات المزعومة التي نبتت أخيراً جدراناً طائفية ومذهبية وعنصرية تؤسس لمزيد من التفتيت في الجسم العراقي الجريح.
ولعل أكثر ما يدعو للاستهجان أيضاً أن تشيني لا يزال أيضاً يحاول لفت الرأي العام الأمريكي-المتذمر من حروبه الاستباقية التي كلفت أمريكا مئات المليارات-الى عدو وهمي وخطر داهم (الإرهاب) الذي يتربص بأمن الولايات المتحدة ومستقبلها.
ولهذا فإن تشيني وأمثاله, ممن غاصوا في أوحال العراق, سيواصلون تجاهلهم للحقائق ومحاولة طمسها, لكنهم سيجدون أنفسهم محاصرين من قبل شعبهم ونوابهم حتى يصبح مصيرهم كمصير رامسفيلد وبيرل وغيرهما!!
ahmadh@ureach.com