شاب يأتيني, ومنذ أول الكلام, يفتح نار حماسه على تقصيرنا كإعلام محلي.. فنحن لا نغطي الأمسيات الأدبية التي يشارك فيها الشباب, ثم يدعوني لحضور أمسيته, ولأني على سفر في ذاك اليوم, قدم لي ( c.d ) مسجَّلاً لإحدى أمسياته, بعد أن تناقشنا في الكتابة وعدم قدرة الإعلام على تغطية كل ما يقام من أمسيات ونشاطات ومحاضرات....
أعجبني تدفق الحيوية فيه, بل وأعجبتني رغبته في حرق المراحل والمطالبة بجرأة بما يعتقده حقاً له. الشاب لم يراسل صفحتنا, ولم يشارك في أي من المسابقات الأدبية المحلية ولا العربية, ولم يتواصل مع المواقع الالكترونية لنشر نتاجه خوفاً من السرقة كما قال. هو يحضِّر لطبع مجموعته الأولى التي وكما قال كتبها بطريقة الهايكو, وبطريقة لم يكتب بها أحدٌ من قبل.
طالب بمنتديات شبابية أدبية وزار بعض مسؤولي الثقافة وقوبل بالرد الجميل بسبب عدم القدرة على القيام بذلك. ذكرت له أن عدة محاولات شبابية فشلت في تحقيق تواصل دائم لعقد جلسات قراءة ومناقشة.
لم يصطحب معه شيئاً من كتاباته, ولم يكن تسجيل ال( c.d ) جيداً لأحكم على مستوى إنتاجه, كل ما يمكنني الحكم عليه, هو تلك القامة الشابة المتفجرة طاقة وحياة وتبحث عن مكان حقيقي لها على خارطة الثقافة السورية.
suzani@aloola.sy