سورية الأرض والانسان والحضارة والدور مستهدفة وفي قلب الحدث، لن نذهب بعيداً أبداً، فهنا في القلب جراح أكبر من الجسد، أكبر من أي توقع، صحيح أن الوطن يكبر بالجراح ويسمو أبناؤه بالمحبة، بالوفاء، بالعطاء، ولكن الصحيح أن بعض الجراح تكون أشد ألماً ووقعاً وإن كانت ستندمل، ستطوى، لأن الجسد حيٌّ نابضٌ، متوقدٌ، سورية ليست خارج أي تفاعلات ومتغيرات عالمية، بل هي كما قلنا في قلب الحدث ولكنها قادرة على الخروج منه أكثر صلابة، أكثر متانة.
سورية مستهدفة بوحدتها الوطنية، برسالتها، سورية التي ما كانت إلا بيت العرب جميعاً، لهم، ماؤها، خبزها، أرضها دم أبنائها، ملاذهم يوم تفرج العالم كله على مآسيهم، سورية أكثر من نصف قرن ونيف وهي منذورة للآخرين، وبالوقت نفسه ثمة من يتربص بها لتصفية هذا الحساب، ودفع مايجب أن تدفعه لأنها قلب العروبة النابض.
أي حزن، وأي ألم، وأي واقع نعبر عنه...لاشيء يقال: إلا أننا نذرنا دمنا للعروبة، للإنسانية، نذرنا لقمة عيشنا، وجاء من يرد الصنيع قتلاً، وتخريباً وإثارة رعب وخوف وبأحط الوسائل، وإثارة الفتنة...
أيها المتربصون بنا: يوم مزقت فرنسا سورية إلى أشلاء وحاولت أن تصنع من كل بقعة جغرافية دويلة، وقدمت الوعود والإغراءات، يوم ذاك ثار الجسد المقطَّع أشلاء وانتفض وأعاد وحدة الوطن لم تغر أحداً لا الوعود ولا المكافآت والمناصب، وانتفضت سورية تحت راية واحدة، وبلسمت (الشام) جراح الوطن في مؤتمر قلّ نظيره.
أيها المتربصون: من حمى الآخرين، وذاد عنهم، من قاسمهم لقمة العيش، من زرع الأمل والحياة، حيث حل. قادر على أن يحمي بيته ويصونه، قادر على أن يلملم الجراح مهما كانت كبيرة... الوطن باق بأبنائه بدوره، برسالته، وسحابة مؤامرة ستنتهي وسيكون الفجر أكثر نقاءً وصفاء.. سورية صباح الخير، صباح الوحدة الوطنية، صباح لمن أعار الخلد بعض فتونه، وسقى المكارم فضلة الأقداح...
d hasan09@gmail.com