ولكن هناك مؤسسات جاء إحداث الصالات لديها مجرداً من مبتغاه، فلم يشعر المراجع بأي اختلاف عن الفترة السابقة إن لم يكن حلقة إضافية في حلقات الروتين وإضاعة الوقت وباباً من أبواب التسويف ودفع المراجع للبحث في ردهات المؤسسات عن واسطة لتسيير معاملته.
أما النوع الثالث من المؤسسات فما زال يراوح بالمكان من حيث تبسيط الإجراءات وتسهيل إيصال الخدمة للمراجعين، ويقترن لدى بعضها بغياب الأتمتة واعتماد البريد الورقي، ما يزيد الأمور سوءاً ويتسبب بمزيد من التأخير في قضاء حاجة الناس.
وتبقى جهات الإدارة المحلية الأكثر التصاقاً بالمراجعين وعلى تماس مع الهموم العامة، وهناك شواهد عديدة على إغلاق رؤساء المكاتب الفنية والبلديات أبواب مكاتبهم بوجه المراجعين، وكذلك الحال في المدن وصولاً إلى مركز المحافظة.. في حين المفروض من المستويات الثلاثة السابقة أن تسعى هي إلى المواطن لتتابع احتياجاته الخدمية اليومية.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن الكفاءة وحدها قد لا تنفع عندما يكون هناك تماس مباشر مع الناس، فلابد من أن تقترن بقدرة التعامل المرن مع الهموم وتجاوز الروتين.