تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قرارات الشرعية الدولية وتحدي التنفيذ

قضايا الثورة
الاحد 4/12/2005م
محمد علي بوظة

على أهمية القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها ليوم الخميس مطلع كانون الحالي,

وجددت فيه بأغلبية ساحقة تأييد الدول الأعضاء لسورية وحقها المشروع في استعادة الجولان السوري المحتل, معلنة أن إسرائيل لم تمتثل حتى الآن لقرار مجلس الأمن رقم ,497 وأن إجراءات فرض قوانينها وولايتها وإرادتها على الجولان لاغية وباطلة وليس لها أي شرعية على الإطلاق, على أهمية هذا القرار وما عكسه من تضامن دولي قوي وواسع مع سورية في نضالها لتحرير الأرض وتحقيق السلام وصل حد الإجماع, وعزلة في المقابل للحليفين الأميركي والإسرائيلي اللذين لم يجدا من يصوت إلى جانبهما غير كندا وأربع دول جزرية صغيرة, فإن التخوف كل التخوف وهو المرجح أن يتحول كغيره من القرارات الأخرى المتصلة بالصراع وما أكثرها, إلى رقم إضافي يراكم الكم الكبير الموجود في أرشيف المنظمة الدولية, وأضابيرها التي تعاني من غبارالتجاهل وصقيع الإهمال.‏

والتشاؤم هنا مرده للتجارب الكثيرة وللثقة التي لا يشوبها شك, بأن الولايات المتحدة بإدارتها الحالية المكونة من المحافظين الجدد, المصنفين في قائمة الغلاة الأكثر تطرفاً وعدوانية والتصاقاً بالمشروع الصهيوني, لن تسمح للمنظمة الدولية بالتغريد خارج السرب ولا التشويش وأن تشكل عائقاً في وجه طموحاتها واندفاعاتها الكونية, وتوجهها نحو رسم هيكلية جديدة للمنطقة تتفق ومصالحها وأطماعها الامبراطورية, وتكرس مشروعية إسرائيل واحتلالها وعدوانيتها وبقاءها قوة متفوقة, تفرض على العرب ما تريد وتفصل السلام وتمليه بالشروط التي ترتئيها, وبمنطق المنتصر والغالب لا بصيغ الشرعية الدولية وقراراتها.‏

وهي في ذلك والمقصود أميركا-بوش الابن تجد نفسها في حل من أي تعهد والتزام, لإدارة بوش الأب حيال السلام وإحقاقه وفق مرجعية مدريد وعلى قاعدة التنفيذ لقرارات مجلس الأمن 242 و338 و,425 وغير معنية والطاقم الإسرائيلي الحاكم برئاسة الإرهابي شارون أو غيره, بتوفير مناخات تشيع أجواء الأمن والاستقرار في هذه المنطقة, التي عانت لعقود وتعاني بفعل الاحتلال والسياسة الأميركية الداعمة له ولإرهابه وجرائمه الكثير من الآلام والمآسي, وتواجه استحقاقات مصيرية صعبة وخطيرة قلما واجهتها أمة من الأمم وشعب من الشعوب, بقيت عصية على الحلول وخارج دائرة الفعل والتأثير الدولي المنشغل حالياً وللأسف الشديد, بإرضاء اللوبي الأميركي-الصهيوني والتشريع والتسويق لأجندته على حساب القيم ومبادىء الحق والعدل والسلام.‏

وبالتأكيد فإنها لمفارقة كبرى وازدواجية خطيرة مرفوضة بإطلاق, أن يظل الخطاب والتعاطي الدولي وخاصة في أطر مؤسسات القرار المعنية بالحفاظ على الأمن والسلم العالمي, عاجزاً متردداً يستسهل عريكة العرب والصدام معهم ومع الشعوب الأخرى, الموضوعة في خانة العداء لمحور واشنطن-تل أبيب, وفق سياسة المواقع والساحات المستضعفة المسموح استباحتها وعرض العضلات عليها وتجاوزها وسرطنة مشكلاتها, وإبقائها تحت رهبة الأخذ والتدجين والعدوان والتدويل والتدخل الخارجي, وأن تتحول المنظمة الدولية ومؤسساتها وخاصة مجلس الأمن إلى سيف مسلط على رقاب الشعوب, ودكاكين لتكريس المظالم والشرور وتصدير الحروب, خلافاً لمبادىء ومواثيق الأمم المتحدة التي يجب أن تكون الضمانة والمظلة للجميع, فيما هي حازمة وخارج حدود التصور إن كان الأمر يتعلق باختبار القدرة والفاعلية تجاه العرب.?!‏

ومع تقديرنا الكبير للشرعية الدولية واحترامنا الشديد لقراراتها وتأكيد التزامنا بها, رغم المعرفة الموثقة بأن بعض هذه القرارات والوليدة منها التي تحمل طابع الاستعجال, تصدر عن قوى ودول معروفة وبضغوط منها ولا تستند لأي من مبادىء الحق والقانون الدولي, فإننا نهيب بالأمم المتحدة المؤسسة الأم ومؤسساتها المختلفة التي استنفرت وتستنفر الدنيا لتنفيذ قرارات جائرة وظالمة, أن تلتفت أسوة إلى عشرات القرارات المعطلة والموضوعة على الرف برسم إسرائيل وحليفها, صاحب (الفيتو) والاستخدامات السيئة له القطب الأميركي المتفرد اليوم, بتسمية النظام القمعي الأكثر عدوانية وعشقاً للحروب والحرائق وتصديراً للفوضى,وتجد سبيلاً وآلية إلى تطبيقها وإلزام إسرائيل التقيد بمضامينها, توكيداً للهيبة والمصداقية والدور ونزعاً لفتيل التفجير وإرساء معادلة السلام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية