تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوباما.. و الأيام الصعبة!!

البقعة الساخنة
الأثنين 14-2-2011م
أحمد ضوا

تقمص الرئيس الاميركي باراك أوباما شخصية متظاهر مصري و أدلى بخطاب «صميدعي» لم يختلف عن مطالب الثورة المصرية بل يمكن القول إن اوباما زايد على أحلام الملايين من المصريين الذين عانوا الويلات خلال ثمانية عشر يوما ثوريا كانت تتلون خلالها المواقف الأميركية حسب التطورات على ارض الواقع.

فالموقف الأميركي اتسم بالتدرج و التصريحات المتضاربة والخطوات المتناقضة في لعبة مكشوفة لكسب اي فريق ناجح على الساحة المصرية و لم يعكس ذلك انقساما بين أركان الإدارة كما يعتقد ويروج البعض بل كان شيئا متفقا عليه مع فقدان القدرة على ضبط إيقاع هذه الثورة التي فاجأت واشنطن.‏

بالتأكيد دوافع اوباما مختلفة كليا عن دوافع الشعب المصري ويمكن استخلاص ذلك من إصراره بالمحافظة على معاهدة السلام مع اسرائيل.‏

فالزبدة هنا اسرائيل اولا والمصالح الاميركية ثانيا و من ثم الفئات للشعب المصري الذي احدث التغيير و ليس الولايات المتحدة الاميركية.‏

خطاب اوباما درس بالغ الدلالات و التعبير لكل النخب والقيادات و القادة في العالم و المنطقة تحديدا الذين لايزالون يرون في اميركا حصون الحماية والرعاية و السلطة والغنى والسطوة. فالثورة المصرية فتحت تاريخا جديداً في هذا السياق و خاصة للمتابع لتفاصيل العلاقات المصرية - الاميركية- الاسرائيلية خلال الثلاثين عاما الماضية و بينت الفرق الكبير بين الاعتماد على الشعب و مطالبه و حاجاته وارادته وبين تجاهل كل ذلك و الاكتفاء بدعم القوى الخارجية التي لم تكن في يوم من الايام سندا عند الضرورات و الاحداث الكبيرة و الامثلة على ذلك لا تعد و لا تحصى و اخرها الثورة المصرية.‏

وللأسف الاعتماد على الخارج لا يضر اصحابه و الدول فقط بل يقدم صورة مشوهة عن الشعوب للعالم.. ويسجل للثورة المصرية السلمية انها غيرت هذه الصورة عن الشباب المصري والعربي وردود الفعل الشعبية الغربية الأولية في هذا الشأن دلالة مهمة على نتائج هذه الثورة على المستويين الداخلي والخارجي.‏

إن تبشير الرئيس الأميركي أوباما المصريين بأيام صعبة قادمة لا يأتي من باب تنبيههم من مخاطر محاولات الالتفاف على الثورة بل هو تهديد مبطن أراد أوباما عبره القول للشعب المصري نحن مازلنا موجودين في الساحة المصرية وما يدلل على ذلك مخاطبته المصريين وكأنه يخاطب الشعب الأميركي في حالة سافرة من التدخل المستفز وخاصة لجهة وضعه خريطة طريق لما يجب أن يفعله المصريون في المستقبل.‏

إن الشعب المصري يدرك جيداً مرامي وأهداف أميركا وتاريخها في التعامل مع مصر وخطاب أوباما الأخير سيدفعه للمزيد من الحذر والانتباه للتدخلات الأميركية لعرقلة أهداف الثورة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 699
القراءات: 793
القراءات: 671
القراءات: 749
القراءات: 675
القراءات: 665
القراءات: 678
القراءات: 649
القراءات: 744
القراءات: 774
القراءات: 721
القراءات: 725
القراءات: 787
القراءات: 707
القراءات: 1357
القراءات: 709
القراءات: 770
القراءات: 718
القراءات: 847
القراءات: 769
القراءات: 895
القراءات: 794
القراءات: 782
القراءات: 767
القراءات: 777

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية