أيام عصيبة مرت على أم الدنيا ولاتزال تعبرها حتى الآن بسلام رغم التضحيات والشهداء الذين افتدوا بأرواحهم مستقبل بلادهم ،بل ربما مستقبل أمتهم العربية ، لأنهم فتحوا أو هكذا يأمل كل شريف في هذه الأمة الباب على مصراعيه ، لتعود مصر إلى عروبتها وتستعيد دورها ومكانتها التي قزمتها عقود من التهميش والارتهان لأجندات لاتمت بصلة لمصالح الشعب المصري أوالشعب العربي.
مصر وبحكم عوامل كثيرة معروفة ،قدرها أن تكون في طليعة الأمة ، وليس صحيحاً أن سياسة الانطواء والتقوقع والتبعية المطلقة للغرب ، من شأنها تجنيب مصر وشعبها المخاطر المفترضة للتصادم مع مصالح أميركا وإسرائيل ،كما حاول البعض التسويق خلال العقود الماضية.
وقد ثبت من خلال تجارب كثيرة أن تفعيل الدور الخارجي لأي دولة يجعلها في موقف أقوى لتحقيق مصالحها العليا ، لأن سياسة وضع البيض كله في سلة القوى الأجنبية، ثبت بطلانها حتى في مقاييس السياسة البراغماتية، والدليل على ذلك أن تلك القوى سرعان ماتتخلى عن أصدقائها المفترضين عندما تقدر بناء على حساباتها الخاصة بأن دور هؤلاء قد انتهى ، ولم تعد بحاجة إلى خدماتهم.