بل إن كثيراً من كتّابها أداروا لها ظهر اللغة, باحثين عن مساحة أوسع من غرفها التي ربما يرون أنها غير قادرة على احتضان أطفال خيالهم, وتوفير الحرية اللازمة لحركتهم وشقاوتهم.
استطاعت جائزة البوكر بنسختها العربية أن تطيل قامة أصحاب السرد الروائي, وتقدمهم للعالم – مع بعض التحفظ على خلفياتها وكواليسها- وكذلك فعلت جائزة أمير الشعراء التي قدمت للعرب فرسان الجيل القادم من الشعراء وقد سمعهم وعرفهم العرب من محيطهم إلى خليجهم.
وبقيت تلك القصيرة تتنازعها الأهواء والأمزجة وأمواج الصعود والهبوط دون أن تكون قادرة على إحراز موقع متقدم وثابت لها ولأتباعها على خارطة الأدب العربي.
قليلة هي القصص القصيرة التي ترد صفحتنا, وهي إن فعلت تكون غالباً لكاتبات, فما سر هذا التراجع الذي تعيشه القصة القصيرة, وما سر علاقتها مع المرأة؟ ولماذا نأى أصحاب الجوائز الضخمة المشابهة لما ذكرت آنفاً, بأنفسهم وأموالهم ورعايتهم عن القصة القصيرة؟
أعلم أن عدداً غير قليل من الأدباء الجدد يولون القصة القصيرة كثير اهتمام ويوسعونها تجريباً وتجديداً ومحاولة لبث الروح فيها, لكن التأثير لم يصل مرحلة إنعاشها بعد, أم إن المسألة تحتاج إلى وقت أطول لتظهر آثار ذلك؟
السادة النقاد الباحثون والمهتمون ما رأيكم في قامة القصة القصيرة؟
suzani@aloola.sy