يقول هيغ: ( إن هؤلاء «الجهاديين» قد لا يشكلون أي خطر علينا عندما يذهبون إلى سورية ولكن إذا ظلوا على قيد الحياة فيمكن أن يعودوا مزودين بأيديولوجيا أكثر تصلباً وبخبرة في الأسلحة والمتفجرات )، فيما يحذر منسق الاتحاد الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب جيل كيركوف من أن ( بعض هؤلاء يموت هناك والبعض الآخر يعود مزوداً بمستويات أعلى من التدريب والعقائدية ).
وانطلاقاً من هذه الاعترافات والتصريحات العلنية يمكننا تثبيت أكثر من حقيقة تتصل بالوقائع الجارية على الأرض السورية المقدسة، حيث تظهر هذه الاعترافات مقادير النفاق والتزوير الدولي والأوروبي المتعمد للوقائع والحقائق، فضلاً عن أن هذه التصريحات تحمل إدانة ينبغي توجيهها للنظام العالمي بحكوماته ومؤسساته؛ وفي المقدمة منها مجلس الأمن الدولي وحكومات الغرب المتصهين المتحالف مع الإرهاب والراعي الحصري له.
فالاعترافات الواسعة بوجود إرهابيين مرتزقة وإسلاميين متطرفين من جنسيات مختلفة على الأرض السورية يسقط كل الأكاذيب والفبركات التي ملأت الدنيا بها الدوائر السياسية الأميركية والغربية؛ والعربية الخليجية المتصهينة والمرتبطة بإسرائيل والغرب، ناهيك عن أن هذه الاعترافات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ضلوع وتورط هذه الدوائر والحكومات بعمليات تصدير المتطرفين والإرهابيين إلى سورية لإضعاف سورية أولاً، وللتخلص منهم ثانياً.
ولنفترض جدلاً بأن هذه الحكومات لم تكن تعلم بأمر «الجهاديين» وبنياتهم قبل توجههم إلى سورية، فهل كانت هذه الحكومات ستكتفي بمثل هذه التصريحات لو كانت وجهة «الجهاديين» فلسطين المحتلة بهدف القتال إلى جانب المقاومة الوطنية الفلسطينية ضد كيان الإرهاب والاحتلال إسرائيل؛ وهل كان هيغ ومنسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب سيكتفيان بهذا الموقف؛ وهل كانا سيكتفيان بالتعبير عن القلق أم إن مجلس الأمن الدولي كأداة للغرب المتصهين كان سيفتح نار جهنم على الدول التي فتحت حدودها وقدمت التسهيلات والسلاح والتدريب والتمويل «لجهاديي هيغ وكيركوف»؟.
وهل كان هيغ وكيركوف سيوصفان المرتزقة والمتطرفين على أنهم «جهاديون» أم إن الإرهاب سيكون العنوان الوحيد الذي سيصنفون تحته ؟!.... سؤال سيبقى مطروحاً .. وسيبقى برسم كل المنافقين في الغرب والشرق، في الشمال والجنوب، شعوباً وحكومات .. مسلمين ومسيحيين .. عرباً ومستعربين، بينما لن ينتظر السوريون أي إجابة، وسيواصلون مع جيشهم العربي السوري الباسل تطهير وطنهم المقدس من الإرهابيين والتكفيريين أعداء العروبة والإسلام.