تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فابيوس يقتفي خُطا القرضاوي

معاً على الطريق
السبت 16-2-2013م
أحمد ضوا

تعكس تصريحات وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا وليام هيغ ولوران فابيوس حالةً متقدمةً من العنصرية، في استغباء من يتوجهون إليهم بتصريحاتهم الأخيرة حول الوضع في سورية، وبالوقت نفسه تكشف عدم يأسهما بإعادة الزمن إلى الوراء لتكرار حالة استعمارية جديدة لن يُكتب لها النجاح كما حدث مع "سايكس وبيكو".

فهذان الوزيران العنصريان يحاولان تحقيق ما عجزت دولتيهما عن إنجازه بواسطة دعم الإرهابيين، وتسهيل إرسالهم من بلدانهم إلى سورية، ومدهم بالمال والسلاح، وذلك عبر القول: إن ما آلت إليه الأوضاع في سورية يستدعي حلاً سريعاً، وفقاً لما اعتادا ترديده طوال العامين الماضيين، ليس حرصاً على الشعب السوري بل خوفاً مما سموه تداعيات الأزمة في سورية.‏

المعادلة الجديدة التي طرحها الوزيران الاستعماريان تحت لافتة تحذيرية "كلما طال أمد الأزمة زاد خطر الجهاديين على الغرب" توضح أن العامل الأساسي للطرح هو مصلحة الغرب، حيث لا يجد هيغ غضاضة في القول: إن من بين الجهاديين في سورية أشخاصاً مرتبطين ببريطانيا وبدول أوروبية أخرى" ليبرر مسألة طرح الإسراع بالحل وفقاً للأجندة الغربية الأميركية.‏

وهنا السؤال الذي يجب توجيهه إلى هيغ وأمثاله: لماذا سُمح لهؤلاء الجهاديين البريطانيين بالمجيء إلى سورية مادام هناك قلق من عودتهم؟‏

الحقيقة: إن بريطانيا وكل الدول الأوروبية المنخرطة في العدوان على سورية تريد الاستثمار في الأزمة في سورية على جميع الجوانب، فمن جهة أرسلت إرهابييها الذين دجَّنتهم لهذه الغاية ليُقتَلوا في سورية، ثم تاجرت بدمائهم ودماء الشعب السوري، وهي الآن تريد إنهاء الأزمة وفقاً لما خططت له، بحجة أن القلق من التداعيات وعودة الإرهابيين الذين أرسلتهم لقتل الشعب السوري.‏

ما أدلى به هيغ وفابيوس يحمل بين طياته خبثاً استعمارياً يتمثل بمحاولة استثمار تداعيات الأزمة في سورية على المحيط والعالم - والذي حذرت منه القيادة السورية منذ بداية الأزمة - للعودة إلى نغمة التدخل في شؤون سورية من هذا الباب، ولا يُستبعد أن تكون هذه التصريحات مقدمة لاستغلال المنابر الدولية من جديد من أجل فرض الأجندة الأميركية الغربية بالقوة السياسية، بعد فشل فرضها بقوة الإرهاب.‏

إن وقاحة هيغ التي تجلت بالقول: إن "الجهاديين قد لا يشكلون أي خطر علينا عندما يذهبون إلى سورية" تبيّن التورط المباشر لبريطانيا وفرنسا بإرسال الإرهابيين لقتل الشعب السوري، وفي الوقت ذاته تستدعي من أولئك السوريين الذين اعتقدوا أن مثل هذه الدول الاستعمارية غيَّرت جلدتها إعادةَ النظر، والعودة إلى واحة الوطن، وعدم الثقة على الإطلاق بشعارات غربية هدفها الأساسي العودة للسيطرة المطلقة على المنطقة من باب الديمقراطية والحرية.‏

فعندما ينصِّب وزير الخارجية الفرنسي نفسه محل الشعب السوري، ويشترط حل الأزمة في سورية بتحقيق ما خططت له دولته وغيرها منذ بداية الأزمة، فهو لا يحترم الحرية والديمقراطية التي يتلفع بها.‏

وكذلك الأمر عندما يقتفي فابيوس خُطا القرضاوي في تحديد مَن المسلم ومَن الكافر في تمييزه الحقير بين الوضع وسورية، والقول: "إن الناس في مالي مسلمون ويعانون من إرهابيي المخدرات، بينما الوضع في سورية غير ذلك" فإنه يتاجر بدماء السوريين والماليين لأجل تحقيق مصالح بلاده الاستعمارية.‏

إن طروحات "هيغ وفابيوس" الأخيرة مجرد أضغاث أحلام، فدول المؤامرة التي انهزمت في الحرب على سورية، لم ولن تتمكن من نيل مبتغاها بالوسائل السياسية، وأمنية وزير الخارجية الفرنسي "بأن تصبح أحلام اليوم حقائق في الغد" لن تتحقق وستسقط أمام انتصار سورية القريب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 637
القراءات: 726
القراءات: 608
القراءات: 688
القراءات: 607
القراءات: 599
القراءات: 624
القراءات: 592
القراءات: 678
القراءات: 708
القراءات: 662
القراءات: 665
القراءات: 729
القراءات: 638
القراءات: 1298
القراءات: 641
القراءات: 700
القراءات: 658
القراءات: 781
القراءات: 709
القراءات: 819
القراءات: 735
القراءات: 721
القراءات: 691
القراءات: 719

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية