تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عندما يتحدث الوطن

السبت 16-2-2013م
أحمد عرابي بعاج

من الطبيعي والمنطقي وحتى العقلاني أن يقف الجميع مستمعاً لحاجات الوطن ومستلزماته عندما يقول كلمته, ولا نضيف جديداً إن قلنا إنه علينا جميعاً كمواطنين مهما اختلفت توجهاتنا السياسية ومشاربنا الاجتماعية أن نقف في حضرته ونلبي أوامره.

وإذا كانت حاجته الأساسية التي يتفق عليها الجميع اليوم هي الحوار, فإن الحد الأدنى يقتضي العمل على توفير مستلزماته وتأمين مناخ صحي ليكون منتجاً, فالحوار الذي يستند إلى منطق العقل لا بد أن يستجيب له العاقلون والعقلاء لأنه يحافظ على سلامة الوطن ووحدة أرضه وترابه.‏

فالوطن يعشق الوحدة وينشد العيش المشترك لأبنائه على مساحاته جميعاً, ويحب التسامح والمحبة ويتطلع إلى تحقيق كل ما من شأنه أن يزرع عوامل التعاون بين أبنائه.‏

والوطن أيضاً يرفض محاولات تمزيقه ويرفض كل من يرتبط بأجندات غير أجنداته.... وكل من يستقوي بالآخرين عليه، سواء كانوا في جواره أم أبعد قليلاً وكثيراً، فهل يتغلب صوت العقل ويستمع أبناء الوطن لندائه ويقفون جميعاً في حضرته كما يجب أن يفعل الابن البار أمام والدته التي ربته ورعته ودفعت من أجله الغالي والنفيس, ولم تبخل تلك الأم تجاه أبنائها ونزفت حتى الآن الكثير من الدماء دون سبب وجيه.‏

ما هو مؤكد أن الطيف الواسع من السوريين بات على قناعة بأنه كان يمكن أن توفر إمكانات الوطن وقدراته ودماء أبنائه الزكية لمعركته مع عدو الوطن.‏

حان الآن وقت حقن الدماء والعودة إلى جادة الصواب إن صح التعبير, والوقوف إجلالاً أمام نداء الوطن والعمل سوياً على حماية وحدة أرضه وترابه والحفاظ على تماسكه الاجتماعي والعيش المشترك لكل مكوناته وأطيافه الاجتماعية والدينية والسياسية التي كانت الحصن الذي حمى أرض سورية على مر العصور, حيث الجميع مدعو للمساهمة في إغناء الحوارات واللقاءات التشاورية الممهدة للحوار الوطني الشامل والتي سوف تعيد لوطننا الأمن والاستقرار والتفرغ لإعادة بناء سورية على أسس جديدة تحت سقف الوطن الضامن الحقيقي لحقوق أبنائه, والانطلاق نحو عجلة البناء والإعمار.‏

ولا حاجة للتذكير بالبديهيات, كما لا حاجة لإعادة الحديث عما بات قاسماً مشتركاً يجمع حوله السوريين, ولا نعتقد أن هناك ما يدعو إلى مراجعة الأساسيات والثوابت, فقد باتت واضحة ومعلنة وقد انزاحت الكثير من الغمامات التي ظهرت لدى البعض و انكشفت الحقائق بجلاء يدعونا إلى تغليب العقل والمنطق وتفعيله.... وصولاً إلى سورية التي نريدها جميعاً أجمل و أقوى و أكثر محبة..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2260
القراءات: 1697
القراءات: 1774
القراءات: 1811
القراءات: 2078
القراءات: 1943
القراءات: 1950
القراءات: 1891
القراءات: 1993
القراءات: 1959
القراءات: 2204
القراءات: 2057
القراءات: 2081
القراءات: 2082
القراءات: 2188
القراءات: 2236
القراءات: 2219
القراءات: 2353
القراءات: 2450
القراءات: 2298
القراءات: 1582
القراءات: 2346
القراءات: 2400
القراءات: 2400
القراءات: 2501

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية