تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لو لم نجده عليها

اقتصاد عربي دولي
الأحد 17-2-2013م
مرشد النايف

الاقتصاد المستتر، الظل، ليس سُبّة موجهة إلى الدول النامية فحسب. ميزة يشترك فيها بنو البشر، طالما أنهم يشتركون جميعا في نوازعهم الشريرة لجمع المال والكسب، البعيد عن مرتكزات الأخلاق والنبل.دعونا لانستعجل فهذا أول سطر في الكتاب ووجه واحد ليس إلا.

في دول مجموعة العشرين، عتاة الأرض، يقضم الاقتصاد الأسود من 22 إلى 23 بالمئة من ناتجها الإجمالي السنوي، ولذا إذا سمعنا ان هذا السواد يصبغ 30 او 40 بالمئة من الناتج الإجمالي لإحدى الدول النامية او المنكوبة فلا نستغرب ولنعد إلى دوافع النفس البشرية وعباءة الأنظمة والقوانين والتشريعات المفروضة، فقد يكون بين ثناياها مايبرر ميل الناس الى« الكسب منفردا».‏

العبء المالي كارتفاع الضرائب سبب، وكمّاشة الروتين سبب، وثمة ثالث ورابع وعاشر. سلوك بعض دوافعه اعتقاد وايمان راسخان عند «المتوارين عن الانظار» ان مايدفعونه، او سيدفعونه للحكومة خوة واتاوة، إذ هولايكافئ بحال من الأحوال مستوى الخدمات المقدمة لهم.‏

من حق الحكومات، وواجب عليها أيضا ان تنظر بعين الحزم إلى هذا«الفاقد» تماما كما تنظر وتعالج الفاقد في شبكات المياه والكهرباء اذا ماتخطيا حدودهما «الطبيعية»ولكن هل هناك نسبة أو معيار لتحديد حجم اقتصاد الظل الطبيعي عن ذاك المنفلش من العقال ؟ لماذا يمثل في أمريكا نحو9 بالمئة فقط,مقابل 40 بالمئة في مصر؟ المقارنة بين البلدين جائرة، لكنها تمنح فرصة لمزيد من الأسئلة.‏

تراكم الفاقد او توجيهه يمكنه استيلاد فرص عمل جديدة، في بلاد تشرّش فيها البطالة لتصل إلى حدود ربع قوتها العاملة، وهنا نقترب من الوجع، اوالسطر الثاني، فكيف لحكومة لاتحسّن من بيئة أعمالها، ولاتستزرع فرص عمل في اقتصادها، ان تقيم الحد على المارقين عن انظارها؟.‏

اقتصاد الظل في الكثير من الدول المهترئة بالفساد يمثل حبل نجاة، وهو بالنسبة لها,كالحب في الأرض بالنسبة لنزار قباني «لو لم نجده عليها لاخترعناه».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مرشد النايف
مرشد النايف

القراءات: 802
القراءات: 846
القراءات: 847
القراءات: 848
القراءات: 848
القراءات: 778
القراءات: 856
القراءات: 878
القراءات: 987
القراءات: 860
القراءات: 1021
القراءات: 1408
القراءات: 957
القراءات: 1020
القراءات: 953
القراءات: 1133
القراءات: 1008
القراءات: 907
القراءات: 1038
القراءات: 857
القراءات: 871
القراءات: 901
القراءات: 949
القراءات: 879
القراءات: 917

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية