وما كشفته الصحيفة الاسترالية «سيدني مورنينغ» أمس الأول عن قيام جهاز «الموساد» الاسرائيلي بتصفية السجين الاسترالي «بن زيغير» في أحد المعتقلات يأتي في هذا السياق، حيث قامت الاستخبارات الاسرائيلية باغتياله في زنزانته بعد أن كشفت أنه يعتزم كشف معلومات بشأن عمليات تزوير وممارسات عنصرية للموساد.
المفارقة المريرة والصارخة في كل ما يجري من اغتيالات وتصفيات وممارسات عنصرية ضد الناشطين الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين الأجانب الذين يتضامنون مع الفلسطينيين أن الدول الغربية التي تدّعي حرصها على حقوق الإنسان والحريات لا تحرك ساكناً تجاه هذه الجرائم الاسرائيلية مع أن الناشطين هم من رعاياها.
والمفارقة الأكثر من صارخة أن تقيم هذه الدول ووسائل إعلامها وأجهزتها القضائية الدنيا ولا تقعدها عندما يتم الأمر ذاته في دولة عربية أو إسلامية فتهددها بالويل والثبور وعظائم الأمور إن لم يتم كشف مصير هذا الناشط أو ذاك، وربما تقوم بغزو هذه الدولة أو تلك لفك أَسر شخص أو مجموعة وقتل من يحتجزهم بذريعة مكافحة الإرهاب المزعوم.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى متى هذه الازدواجية بالمعايير التي تمارسها الدول الغربية التي لا تستطيع إلا أن تقدم الطاعة للوبي الصهيوني وربيبته اسرائيل وتتستر على جرائمها المروعة بحق الشعب الفلسطيني وكل من يتضامن معه؟!.