وكأن الإرهاب الشر المستطير الذي يطل برأسه ليدمر الشعوب ويزرع الفتن والأحقاد ويفتت المجتمعات ويضرب نسيجها الاجتماعي، ويمهد لتقسيم الأوطان والشعوب بذرائع مثيرة للسخرية والاستهزاء.
يضرب هنا ويهدد ويتوعد هناك، غير آبه بالإجراءات والحمايات الأمنية والاستنفارات من قبل الدول الغربية التي لطالما رعته وأمدته بكل مقومات البقاء والتمدد، ومستلزمات التوحش والتطرف، ثم راحت تتباكى على انتشاره وتمدده وتدعو الدول والحكومات إلى مواجهته ومحاربته.
فمن اسطنبول إلى بروكسل وباريس مروراً بميونيخ ونيس تستمر المأساة دون أن ترتدع أميركا وحلفاؤها عن دعم التنظيمات الإرهابية، ودون أن تعترف بأخطائها في طريقة الحرب على الإرهاب وآلية التعاطي الذي تسير وفقه دول التحالف الدولي التي زعمت أنها تكافح الإرهاب.
ما السبب في كل ما يجري في العالم مع أن كل حكومات العالم تدعي محاربتها الإرهاب؟ الإجابة ليست صعبة ولا تحتاج إلى كثير عناء لفك شيفرتها ورموزها فالولايات المتحدة الأميركية تقول للأطراف الدولية تعالوا نحارب الإرهاب سوياً وفي اللحظة ذاتها تقوم هي بدعم كل هذه التنظيمات التي تضرب في طول العالم وعرضه.
تقول أميركا للعالم تعالوا إلى مجلس الأمن الدولي لنصد البيانات والقرارات التي تجفف منابع الإرهاب وتعاقب الدول والحكومات والأفراد التي تدعمه وتموله ومن خلف العالم نراها تدوس على هذه القرارات وترفض تنفيذ بنودها وتدعو أدواتها لتجاهلها والاستمرار في اللعبة الجريمة التي تنشر الوباء في العالم كله، لهذا كله لن نرى محاربة حقيقية للإرهاب وفي أميركا من يسير على هذا الدرب.
ahmadh@ureach.com