تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البحث عن التنسيق الحقيقي

إضاءات
الأربعاء 27-7-2016
أحمد عرابي بعاج

لفتة المتحدث باسم الرئاسة الروسية حول احتمال زيادة عدد القوات الروسية العاملة في سورية ليست حديثاً عابراً في مؤتمر صحفي فقط، ويمكن اعتبارها رسالة لواشنطن لتحديد موقفها من التنسيق

حول ما تم التوافق عليه في مسألة مكافحة الإرهاب وخاصة تنظيمي «داعش والنصرة» بعد زيارة كيري لموسكو مؤخراً.‏

فقد اعتادت واشنطن في تعاطيها مع الملف السوري وبمسألة التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب تحديداً أن تقدم أفكاراً سرعان ما تتخلى عنها أو تماطل وتضع العراقيل في سبيل عدم الالتزام بها، لأنها لا تتوقع عند طرحها أن توافق موسكو أو سورية عليها أصلاً.‏

تصريحات الخارجية السورية والترحيب بأي اتفاق روسي أمريكي حول مكافحة الإرهاب في سورية تجديد لثوابت السياسية السورية في التعاطي مع مسألة مكافحة الإرهاب، ومناسبة للتذكير بالتزام سورية على تحقيق حل سياسي للأزمة يلبي تطلعات الشعب السوري ويحظى بدعمه.‏

أما بالنسبة لواشنطن فهي مسألة شراء وقت لا أكثر، لا تنسيق حقيقي فيها.‏

فهي لا تزال تدعم الإرهاب ولم تتراجع عن حماية الجماعات الإرهابية المسلحة التي تعتبرها معتدلة، حتى لو رأى العالم بأُمّ العين ما تقشعرُّ له الأبدان من إجرام ترتكبه بحق الطفولة والإنسانية، وما حدث في حلب مع الشهيد الطفل الفلسطيني عبد اللـه عيسى ليس قصة فردية ولا عابرة وأقل مما تفعله وتقوم به تلك المجموعات الإرهابية الوهابية والإخوانية على حدٍّ سواء، فمرجعيتها واحدة ومنبتها واحد يصب في خانة التطرف والإجرام وإلغاء الآخر.‏

ا لاجتماع الثلاثي الذي يضم الجانب الروسي والأمريكي مع الأمم المتحدة في جنيف قد يضع واشنطن على المحك ويفسر ما ساقه المبعوث الدولي في وصف هذا الاجتماع بأنه الأمل الأخير في استئناف محادثات السلام.‏

فقد ضاقت موسكو ذرعاً بتهرّب واشنطن من التزاماتها حول التنسيق المفترض لمكافحة الإرهاب في سورية وفصل معتدليها عن إرهابيي النصرة، وهي لا تستطيع القيام بذلك عملياً وتراوغ وتماطل وتشتري الوقت لسبب يتعلق بتوافق معظم المجموعات الإرهابية مع «جبهة النصرة» يصل إلى حدّ عدم التفريق بينها، حيث لا يمكن تفريق إرهابيي النصرة عن إرهابيي المجموعات الأخرى، لأن الانتماء والمدرسة والمنهل الوهابي واحد لا يختلف سوى في أسلوب إخراج سيناريوهات الإجرام التي تنفذها تلك المجموعات الإرهابية.‏

وهو ما يعطي لكلام المتحدث باسم الرئاسة الروسية بُعداً آخر حول احتمال زيادة عدد القوات الروسية العاملة في سورية وبأن الرئيس بوتين والقادة العسكريين أوضحوا عقب الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سورية بأنه يمكن زيادة أعدادها بشكل سريع وفقاً لمتطلبات مكافحة الإرهاب.‏

حيث يبدو من التصريحات الروسية المتلاحقة أن صبر روسيا قد نفد من تهرُّب واشنطن من تنفيذ التزاماتها والفوضى التي تخلفها جراء ذلك، ولابد من وضع حدٍّ للإرهاب بمعزل عما تخطط له واشنطن أو وعود تماطل في تنفيذها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2259
القراءات: 1695
القراءات: 1772
القراءات: 1809
القراءات: 2076
القراءات: 1941
القراءات: 1949
القراءات: 1890
القراءات: 1990
القراءات: 1958
القراءات: 2202
القراءات: 2056
القراءات: 2079
القراءات: 2081
القراءات: 2187
القراءات: 2235
القراءات: 2218
القراءات: 2351
القراءات: 2447
القراءات: 2296
القراءات: 1580
القراءات: 2344
القراءات: 2398
القراءات: 2398
القراءات: 2498

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية