تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كلام على الكلام « 5 »

معاً على الطريق
الأربعاء 27-7-2016
أنيسة عبود

يلف الكلام ويدور ويقف عند القمة العربية.

لكن ماذا تعنينا نحن ؟ لماذا نناقش انعقادها في موريتانيا.. هل ستأتي بجديد كون رئيس الجامعة تغير من العربي إلى الغيط ؟ وهل ستتغير خطاباتها الاستعراضية؟؟‏

بصراحة لا تشغلني الجامعة العربية التي لا تجتمع على شيء مفيد لكني مهتمة بمن يكتب خطابات الزعماء الطنانة وماذا يلبسون ؟ وهل العباءات أكثر أم ربطات العنق أكثر؟‏

عادي أن يستعينوا بأحد الفهلويين لكتابة خطاب رنان, فتّان.. حتى العشاق يستعينون أحياناً ببعض الشعراء ليصلوا عن طريق الكلمة إلى قلب الحبيب. هذا يعني أن الكلمة تغيّر وتبدل في النفوس والمواقف.. لكن لماذا لم تغير شيئاً في الجامعة العربية التي مرّ على انعقاد مؤتمراتها أكثر من ستين عاماً وكدست خطابات لو ذابت في مياه النيل لعكرته ؟‏

...................................‏

و.. أكثر من ستين عاماً والعربان لا يتنازلون عن القضية الفلسطينية .. وفي كل مرّة تنعقد الجامعة وتصطف الكراسي حول الطاولة المستديرة المزدانة بالورد والشعارات.. فيشدد الزعماء على القضية الفلسطينية. ويضمنون ذلك في بياناتهم وخطاباتهم.. ثم يعودون وينسون كل شيء.‏

أقصد بعد سنة سيجتمعون أيضاً.. وستتغير الوجوه والكراسي.. لكن الخطابات ستظل كما هي وسيشدد البيان الختامي على فلسطين عربية بينما الأقصى يصرخ وأهلنا في القدس يصرخون والبشر يموتون.. وحدها كنيسة القيامة تذرف دمعها وهي صامتة.‏

...............................‏

والكلام يدور الآن على إنشاء قوة عربية تسيرها الجامعة.‏

أي ..هي بلا قوة – بلطجية - لم تخلص منها ليبيا التي استعمرت بموافقة الجامعة العربية.. لم ننس بعد عمرو موسى ولا شرعنته للأميركي والغربي بدخول ليبيا وتدميرها على رؤوس أهلها..‏

لم ننسَ بعد قرارات الجامعة التي أتت بالمراقبين العرب والدوليين إلى بلدنا وباعت الشعب السوري للتركي والصهيوني والغربي شرعت وجعنا.. وشرب اللا عربي نبيل من دمنا وقبض من قطر وآل سعود ثمن رؤوسنا المقطوعة. كانت الجامعة كل شهر تنعقد من أجلنا نحن السوريين.. ما أكثر اجتماعاتها، وما أكثر نفاقها.. وما أكثر صمودنا وعشقنا لتراب البلد.‏

...............................‏

الكلام في الكواليس العربية حول سورية.. ووحدة أراضيها ومحاربة الإرهاب.. يوقعون على ذلك.. ويبصمون.. ثم يوجهون أرتال وحوشهم نحونا.. ويوجهون قوافل أسلحتهم لتدميرنا.. ثم يبكون علينا وهم يجلسون مع إخوتهم في الكنيست اليهودي.. يشاركونهم فطير صهيون الذي خبزوه بدم الأطفال والشيوخ والنساء.. ثم يقولون.. لقاءاتهم مع الصهاينة مبادرة فردية..يا سلام على الحرية.. من قال لا يوجد حرية عند آل سعود ؟‏

ها هو أنور عشقي يذهب إلى فلسطين المحتلة ..يأكل على موائد الصهاينة ويشرب معهم نخب انتهاء القضية الفلسطينية.. ثم يعود بكل حرية ولا يعترضه الأمن ولا يستجوبه أحد.. فهل يستطيع هذا العميل أن يزور طهران أو دمشق ولا يسأله أحد ؟‏

لكن السؤال الذي يوجعنا لماذا لم تتحرك حماس ولم يتحدث محمود عباس.. ولم تحرك الكثير من الفصائل الفلسطينية ساكناً ؟‏

آ , آ , هذه حرية .. نعم هي الحرية في الخيانة والعمالة والذل، ثم نقول أصدرت الجامعة العربية بيانا” من أجل القضية الفلسطينية ؟‏

...........................................‏

يقولون.. اشتهر أجدادنا العرب بالنفاق.. وبمهاراتهم اللفظية. ألهذا نشأنا نحن على سيرة أجدادنا وعلى عدم قطع شعرة معاوية حتى مع العملاء والقتلة ؟‏

................................‏

عذراً.. أنا لم أتابع كل اجتماعات الجامعة.. شعرت أني أتابع مسلسلاً تافهاً مملاً نهايته معروفة.. ولا يقدم لي أي متعة أو أي فائدة لذلك غيرت المحطة ورحت أتابع إذاعة سوريانا وأتفرج على مناطق وبلدات سورية أخّاذة .‏

.........................‏

والكلام الصحيح أن القادة العرب مغلوبون على أمرهم.. وأنهم حضروا بأجسادهم فقط أما أفكارهم وصوتهم فهو صوت الغرب وصوت أسيادهم.. وعلينا أن نكون منصفين ونسمي الأشياء بأسمائها.. إذ ليس كل قائد بشار الأسد وليس كل زعيم حسن نصر الله وليس كل جيش مثل الجيش العربي السوري.. ولا كل بلد مثل سورية وشعبها.‏

...............................‏

سامحوني لن أحدثكم عن الجامعة اللا جامعة , كفى, مع أننا نحب موريتانيا وشعبها ومواقفها النبيلة.. لكن هذا ممل كان يكفي عدة سطور.. لأن الحديث عن الصيف الحار والمياه القليلة أو الشحيحة وانعكاس ذلك على الزراعة وعلى الإنسان السوري أهم بكثير. كما أن الكلام عن الغلاء والفساد ولعبة الوزن والأسعار ونفاق التجار أهم بالنسبة للسوريين المحروقين بالحر وقرّ المواد الغذائية. لذلك لا وقت لدينا للكلام عن الجامعة وما أدراك ما الجامعة دعونا في همومنا .؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 711
القراءات: 856
القراءات: 762
القراءات: 722
القراءات: 768
القراءات: 677
القراءات: 704
القراءات: 908
القراءات: 955
القراءات: 785
القراءات: 763
القراءات: 801
القراءات: 792
القراءات: 879
القراءات: 782
القراءات: 771
القراءات: 763
القراءات: 846
القراءات: 755
القراءات: 905
القراءات: 770
القراءات: 821
القراءات: 900
القراءات: 981
القراءات: 785

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية