تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الساخر المبكي

قضاياالثورة
الاربعاء12/1/2005م
خالد الأشهب

كما في العراق, كذلك في فلسطين, ثمة مشروع أميركي إسرائيلي مشترك لإنشاء دول ديمقراطية حديثة, ولكن.. تحت الاحتلال!!

يبدو المشهد كاريكاتورياً إلى حدود السخرية كما تكشف عنه التصريحات التي يطلقها قادة أميركا وإسرائيل بشأن ما بعد الانتخابات في العراق وفلسطين, فالعراق الجديد دولة ديمقراطية حرة ومستقلة إذا قبل الاحتلال الأميركي لأرضه ومصادرة سيادته وقراره ومستقبله, وإذا قدم ثرواته مجاناً ( لمخلصيه) الأميركيين أو بسعر الكلفة, وإذا رضي بموقعه الجديد على رقعة شطرنج سايكس بيكو القرن الحادي والعشرين بيدقاً في قوس الأزمات الأميركي المتقدم, وفقاً للاستراتيجي زبغينو بريجينسكي.‏

والدولة الفلسطينية الموعودة,هي أيضا دولة حرة وديمقراطية ومستقلة, إذا قبل قادتها الجدد أن تواصل الدبابات الإسرائيلية تجوالها اليوم في شوارع مدنها وقراها, تنسف وتدمر وتقتل وتعتقل, ولتكون هذه القيادات ( معتدلة, وذكية وخبيرة) وفق توصيف العجوز بيريز القائم بأعمال شارون وظله في الحكومة الجديدة, وإذا تخلت هذه القيادة عن حق شعبها في العودة إلى وطنه التاريخي وفق ما يراه نتنياهو وإذا بدأت حرباً ضد مقاومة هذا الشعب وفق شرط شارون, وإذا تخلت عن حق السيادة, وعن القرار الحر, وعن الأرض والقدس بوصفها مفاهيم إرهابية!!‏

في مقابل ذلك, ستوافق أميركا على مواصلة احتلال العراق, وشحن ثرواته النفطية لبيعها أو تصنيعها أو التحكم بها, وعلى توريد طرائق صناعة الهامبرغر والهوت دوغ إلى العراقيين, وطرائق وفنون القمع والتعذيب التي لم يعرفها أو يتعرف إليها العراقيون من قبل, وستتعهد بتمديد وعودها بإنشاء الدولة الفلسطينية إلى ما بعد ,2015 وتقدم مساعدات بقيمة 200 مليون دولار جديدة إلى الفلسطينيين, وستستقبل قادتهم في البيت الأبيض, فيما سينسحب شارون أحادياً من غزة ويعزلها, وربما يهدم الجدار في الضفة الغربية ويضم ما قبله وما بعده حسماً للأرقام العشرية في حساب مساحة الدولة الفلسطينية إياها وحدودها.‏

وظيفة الكاريكاتور أن يثير السخرية المريرة, لكن هذا المشهد يثير البكاء!!‏

تعليقات الزوار

abu al abed |  baha@palnet.com | 12/01/2005 20:27

من يأكل العصي ليس مثل من يعدها هذا المثل القديم الجديد هو رد من تبقى من أحرار هذه الأمة والذين أدركوا منذ زمن طويل المخطط الأمريكي الاسرائيلي المشترك والذي أشرت اليه في مقالك الموضوعي.. وتبقى الحسرة في النفوس..ماأكثر المنظرين ..وياقلةالمكترثين ولك الشكر ياأخي على محاولتك الاستنهاض الذى نحن بأمس الحاجة اليه

العنقاء |   zeanah@hotmail.com | 25/03/2006 10:04

من حط يدية في المو يه الباردة مو زي من حطها في المويه الحاره

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2100
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3010
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3092
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية