| الساخر المبكي قضاياالثورة يبدو المشهد كاريكاتورياً إلى حدود السخرية كما تكشف عنه التصريحات التي يطلقها قادة أميركا وإسرائيل بشأن ما بعد الانتخابات في العراق وفلسطين, فالعراق الجديد دولة ديمقراطية حرة ومستقلة إذا قبل الاحتلال الأميركي لأرضه ومصادرة سيادته وقراره ومستقبله, وإذا قدم ثرواته مجاناً ( لمخلصيه) الأميركيين أو بسعر الكلفة, وإذا رضي بموقعه الجديد على رقعة شطرنج سايكس بيكو القرن الحادي والعشرين بيدقاً في قوس الأزمات الأميركي المتقدم, وفقاً للاستراتيجي زبغينو بريجينسكي. والدولة الفلسطينية الموعودة,هي أيضا دولة حرة وديمقراطية ومستقلة, إذا قبل قادتها الجدد أن تواصل الدبابات الإسرائيلية تجوالها اليوم في شوارع مدنها وقراها, تنسف وتدمر وتقتل وتعتقل, ولتكون هذه القيادات ( معتدلة, وذكية وخبيرة) وفق توصيف العجوز بيريز القائم بأعمال شارون وظله في الحكومة الجديدة, وإذا تخلت هذه القيادة عن حق شعبها في العودة إلى وطنه التاريخي وفق ما يراه نتنياهو وإذا بدأت حرباً ضد مقاومة هذا الشعب وفق شرط شارون, وإذا تخلت عن حق السيادة, وعن القرار الحر, وعن الأرض والقدس بوصفها مفاهيم إرهابية!! في مقابل ذلك, ستوافق أميركا على مواصلة احتلال العراق, وشحن ثرواته النفطية لبيعها أو تصنيعها أو التحكم بها, وعلى توريد طرائق صناعة الهامبرغر والهوت دوغ إلى العراقيين, وطرائق وفنون القمع والتعذيب التي لم يعرفها أو يتعرف إليها العراقيون من قبل, وستتعهد بتمديد وعودها بإنشاء الدولة الفلسطينية إلى ما بعد ,2015 وتقدم مساعدات بقيمة 200 مليون دولار جديدة إلى الفلسطينيين, وستستقبل قادتهم في البيت الأبيض, فيما سينسحب شارون أحادياً من غزة ويعزلها, وربما يهدم الجدار في الضفة الغربية ويضم ما قبله وما بعده حسماً للأرقام العشرية في حساب مساحة الدولة الفلسطينية إياها وحدودها. وظيفة الكاريكاتور أن يثير السخرية المريرة, لكن هذا المشهد يثير البكاء!!
|
|