| مُرتَخٍ باردْ بيروت أن شيئاً ما في جسده يؤلمه , فتحننوا عليه وأكرموه , مثلما تكرم الحاشية لدى السلاطين , وأرسلوه إلى لندن للعلاج على نفقة.. النفط مقابل الغذاء. وصل حازم الشعلان إلى عاصمة الضباب وهو يبيّت انقلاب شهوة أو انقلاب دور , بعد أن ناشه نملُ الأمريكي.وأسرّوا لمن وقف طويلاً فاتحاً شدقيه للديكتاتور في المجلس الوطني, ومذيقاً زملاءه ويل التقارير عندما كان مسؤولاً عن أمن الإذاعة والتلفزيون العراقي, الذي لم يترك وقتها كلمة من صيغ مبالغة اسم الفاعل إلاّ وطيّرها في أثير الرافدين, أسرّوا له أن ) الرّز استوى) فهيّا إلى المعارضة. احلق ذقنك جيداً ,ارطن بكوخ العم توم, لمّع شعرك, تقرّب من الذين قهرهم وشرّدهم معلمك السابق. حاول الرجل تنفيذ الوصية ,لكن المعارضة التي لدغتها حية النظام مرّة في العراق تخاف من جرّ الحبل في لندن لم تأمن جانبه , خاصة أنه , سبحان الله, يشبه علي الكيماوي, ولم يستطع التغلب على إغراء شاربه الذي اقتنع أنه من عدّة السلطة , فلم يخلعه. وحتى يصبح الهلال دائرياً شُحن مع مجموعة من ) المثقفين) الذين انسلخوا عن حزبهم وناسهم وعشائرهم, إلى أمريكا ليخضع لدورة حدادة وبويا وبوليش في البنتاغون والCIA ,ثم أعيد تسريبه مع مؤخرة القوات الأمريكية في رحلتها الشبقة إلى العراق, وما أن تم توقيت الحكومة حتى ضبطت ساعة الرجل في وزارة الدفاع, فأضحى شبيه الكيمياوي, نووياً في التصريحات. قالوا له )شغلتك أن تسبَّ جيرانك, وهو الذي نبذته وتبرأت منه عشيرته العريقة )الخزاعل), في مدينة الحمزة الشرقي والديوانية وغماس وأبو تبن, ذات الباع الطويل في النضال منذ جده الشيخ شعلان أحد قادة ثورة العشرين, إلى قريبه علي حسين الشعلان الذي قاد مجموعة عريضة من الذين انتفضوا في شعبان, والذي استضافته سورية مع أخوته, بعدما قام ولي نعمة الوزير , الذي لا يمون إلاّ على لسانه, بسحق انتفاضة أهل الجنوب, وها هو لا يجرؤ على العودة إلى الحمزة الشرقي إلاّ بطائرة هليوكوبتر وحماية مقاولين مرتزقة. شغلته أن يؤجج الخلاف مع جيرانه, وأن يرى الدماء تسيل, وكلما باع أصله كان أقرب إلى المحتل, فهو معتاد على ذلك منذ العهد السابق. هو الذي دافع عن تدمير الفلوجة وتشريد أكثر من مائتي ألف عراقي. هو الذي هدد باقتحام الصحن الحيدري, وعندما سئل ماذا بعد قال ) هناك مراحل أخرى منها شمال بابل وشمال الحلة). هكذا تأتي الديمقراطية , يترشح الوزير على قائمة الرئيس لأنه لا مكان له بين ناسه, ويطلق شتائمه وتهديداته على جارتيه , أي على 1600 كلم من الحدود والعلاقات والتاريخ, ويهدد بنقل المعارك.والمضحك.., وربما المبكي أنه كان شاهداً على قنابل معلمه في عواصم الجيران. وما يثير الشفقة أن الرجل لا يستطيع اتخاذ قرار بنقل كرسي في وزارته, ويتهم أطرافاً في حكومته باللؤم وعرقلة عمله الوزاري. كانت العرب تقول: لكل امرئ من اسمه نصيب, لكن الرجل لا يملك أي صفة من اسمه وكنيته, ولذلك زبلته عشيرته, لا بل يليق به معكوس اسمه .. مُرتخٍ باردْ. كاتب لبناني
|
|