| عين عوراء وعنزة تطير البقعة الساخنة ولئن تبارت سهام الغدر وألسنته امس في قراءة العملية الارهابية التي استهدفت مقر السفارة الاميركية بدمشق وفي تحميلها مايعتمل في صدور اصحاب تلك السهام والالسنة من غوائل الحقد , فجاءت بعض القراءات مثيرة للسخرية وبعضها الآخر جاء مضحكا فجا في تلفيقاته وتناقضاته , فإن وقائع التصدي للارهابيين والنتائج التي انتهت اليها العملية , جاءت بدورها لتؤكد ان سورية هي المستهدف الحقيقي بالارهاب , سواء كان ارهابا تكفيريا او غير تكفيري , وسواء كان صناعة محلية او اقليمية او كان من صناعة مراكز القرار الدولي , وان العين الاميركية العوراء التي تصر على ان العنزة هي التي تطير , لاتبحث عن مكافحة حقيقية للارهاب , بل عن توظيف واستخدام امثل له , وما النتائج التي وصلت اليها الحرب الاميركية على ماتسميه ارهابا إلا الدليل القاطع على ان كل مكان ذهب اليه الاميركيون زاعمين محاربة الارهاب , عاد ليفرخ ويستولد اشكالا وانواعا منه . لن نتهم احدا بمجرد وقوع عملية ارهابية او حتى قبل وقوعها .. على طريقة بعض الفضائيات ووسائل الاعلام , لكننا بالمقابل لن نبرىء احدا من اولئك الذين يذرفون دموع التماسيح بزعم الحرب على الارهاب , الذين يبذرون مايدعون اجتثاث جذوره وتقليم فروعه , فينبت في كل تربة وصلتها اقدامهم وحاملات طائراتهم , اذ ليس صحيحا ان كل ارهاب اليوم هو ارهاب تكفيري بالضرورة كما تريد الولايات المتحدة ان ترى وكما تريدنا ان نرى , فثمة ارهاب اشد لؤما وفتكا يتلطى بعباءات الديمقراطية والحرية , ويحظى بمشروعية القوة والقرارات الدولية المصنعة بالاكراه , وثمة ارهاب دولة منظم يستهدفنا بجرائمه ومجازره منذ نحو قرن من الزمن , تعرض لبنان لآخر فصوله منذ شهر واحد فقط !! كنا ولانزال قادرين على مواجهة الارهاب ايا كان شكله ولونه وعباءته , قادرون على لجم انياب التمساح رغم دموعه المزيفة , ورغم خبرته الطويلة في اعداد حروب الطوائف والمتاريس , حروب التفخيخ والتلغيم والعملاء الصغار .
|
|