لنعد قليلاً إلى الوراء ونقرأ تصريح شيراك المنتشي والمتصلب في قمة الثمانية بداية الحرب على لبنان وما تحمله من اقتناع بأن على المقاومة الرضوخ لأن غبار الحرب التي ظنها ,كما الكثيرون, قصيرة وستنقشع عن خسارة قاسية لحزب الله, جعلته منفوخاً كديك رومي قبل عيد الشكر, سرعان ما بدأ ريشه يتناقص حتى بات منتوفاً ويغلي داخل(بريستو) الفشل الإسرائيلي, فمن خمسة آلاف جندي فرنسي لقيادة اليونيفل أفصح صباح الديك عن مائتين, ثم تتالت الوخزات الأمريكية لترفعهم إلى ألفين ..بعدما كثر الحديث عن ضمانات , وهذه قطعة من حكاية الأشهر القادمة.
القوات الفرنسية استقبلت باحتفالية أكثرية لافتة, وما أن بدأت ترفع جسر حديد في منطقة السعديات حتى طلبت من قيادة الجيش اللبناني وضع كتيبة حماية لبناء الجسر ,الذي يستغرق رفعه عدة أيام !! وهذا ما لم يحصل طبعاً,لأنه إذا كان كل جسر تهدم في لبنان يحتاج إلى كتيبة فإن البلد يحتاج إلى قوة الأطلسي برمتها, لكن الأمور تقرأ من بواباتها الأخرى ,فخلال الحصار البحري الإسرائيلي تم استخدام ثلاثة بوارج وعدد من الزوارق تجوب الساحل اللبناني وبعديد عسكري لا يتجاوز 1200 من أولاد الأفاعي , فيما تتغندر الآن بوارج وفرقاطات وزوارق أطلسية فرنسية وألمانية وإيطالية, وستلحق بها أمريكية وغيرها في عديد قد يصل إلى أكثر من 10000 جندي بحار لحماية الساحل اللبناني من تهريب الأسلحة, في انتشار هو الأول من نوعه بعد الحرب الكونية الثانية. يضاف إلى هذا حمى الكترونية معززة بخبراء!! ألمان في المطار والمرفأ ودعوات جنبلاطية لنشر الأصدقاء الحلفاء على طول المعابر والحدود مع سورية..ويفلقونك بالسيادة !!!.
هل أن تزاحم 15000 ألف جندي بين جنوب الليطاني والخط الأزرق , وعدد يقاربهم في الأبيض المتوسط لحماية لبنان..وممن? أم لحماية حكومة يظن الأطالسة أنه بهديرها تثمر ثورة الأرز إجاصاً وكمثرى?.
هل هذه القوة لحماية لبنان من اعتداءات إسرائيل ,أم لحماية إسرائيل من غضب الرافضين الذل والمصّرين على الممانعة, ..يا لديمقراطيات الأساطيل?.
في مطلق الأحوال أثبتت التجارب أن أي قوة غريبة ,مهما عظمت ,تبقى غريبة, ولا يمكنها حماية فئة ,أي فئة لأنها ستصبح مصدر أزمة في البلاد..وعندها لا مجال للندم..وعلى المستشارة ميركل أن تكون أكثر حذراً في خطواتها العسكرية مثل حذر شيراك وقلقه من الأشهر القليلة القادمة.
ghassanshami@gmail.com
تعليقات الزوار |
|
أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 12/09/2006 23:44 |
معذور شيراك العجوز, فهو يريد تبييض الوجه ليبقى في شركة الحريري بعد التقاعد عن العمل الحكومي, إذ أنني لاحظت بعض الخرف على سلوكه في أيام رئاسته الاخيرة ,وغير معذورة ميركل هذه التي خلفت سلفها في رئاسة حكومة ألمانية حافظت على مسافة بينها وبين السيناريو الأمريكي ولحد الإعتراض, فجاءت هي لتلغي إعتراض ألمانيا وتلتحق بالقطار الأمريكي دون أن تلاحظ مايحل بزميلها البريطاني بلير اليوم من توبيخ ونفور من الجميع حوله لأنه ركب قطار بوش ولم يبالي بأحد.
ومادمنا في دائرة الهيمنة الأمريكية فإن كل إدارة لكل أزمة تخلق أزمة جديدة, وماعلينا نحن العرب والمسلمين لو أردنا مصلحتنا فعلا إلا الإهتمام بالرفض والممانعة والمقاومة, وطز بكل مايراه هذا المسمى بالمجتمع الدولي. |
|
بنت الخليج |  astora2006@hotmail.com | 18/09/2006 14:06 |
والله يا أخي إذا رأيت هذه القوات تتقطع أمعائي من القهر والإشمئزاز من هذه الحكومة اللبنانية التي تتستر خلف الأطالسة !! هذا زمن العجائب.
تصدق الحكومة الأن ( باعتقادي الشخصي) تحس بالأمان والطمأنينة بمجئ الأطالسة لأنهم يعتقدون ان أفاعي الأطالسة سوف تحقق التوازن لهم مع حزب الله . هذه الحكومة لم تسأل يوما إلا عن مصالحة الضيقة والمنحطة وتريد أن تقود لبنان حسب مزاجها المتأرمك . ولا تدري هذه الحكومة ان هذا فضحها على مستوى العالم العربي والإسلامي ، ففي الوقت الذي تتنطع فيه الثله الأكثرية (بالسيادة ) جاء أفاعي الأطالسة بأساطيلهم للمناوبة عن الأساطيل الصهيونية ناهيك عن التفتيش في مخازن المطارات . !!! والله العظيم هذه حاله إستثنائية تجعل الواحد لا يدري هل يضحك أم يبكي ! . هذه سيادة الأكثرية التي لم يسمع مثلها في التاريخ حتى تاريخ الأطالسة أنفسهم الذين هبوا إستجابة لنداء جنبلاط وأولمرت والمستقبل ... الذي يحلمون به . ولكن هيهات لهم ذلك بقدره الله مثل ماخسروا المعركة على الأرض سوف يخسروا اليوم وغدا وبعد غد .
وأحبأن أوضح لك أنه لا يوجد مجتمع دولي هناك فقط قطب واحد يقود العالم من أجل مصالحة ويقودون الحروب تلو الأخرى من أجل مصالحهم فقط . وهناك سؤال يحيرني وأود أن أطرحة على الحكام العرب و14 شباط في لبنان لماذا لا تبحثون عن مصالح شعوبكم ( وتقلدون أوربا في هذه النقطة على الأقل)مثل هذه الدول التي تعتزون بها كثيرا بدل من النعق مع كل ناعق؟؟؟
لقد أصبحتم عبأ على الشعوب . اللهم غير وأبدل .
لو كان في كل دولة عربية رجل مثل السيد حسن لكنا نقود العالم الأن إقتصاديا وعلميا وعسكريا وأدبيا وأيضا إجتماعيا وخلقيا وإنسانيا . ولكنا محور القوة والأمن والسلام للعالم
|
|
|