السوريون أرسوا في مصر معالم نهضة ثقافية وصحفية هل تذكرون هجرة (أدباء الشام).. أليست صحيفة الاهرام واحدة من بصمات إبداعهم..
سورية قبلة الابداع والمبدعين.. لن تطوى صفحاتها أبداً، ستزداد ثراء وعطاء...
طيور الظلام التي تحاول أن تحلّق في فضائنا لن تثنينا عن الاحتفاء بمبدعينا أبداً.
نحتفي بعمر أبي ريشة، وبدوي الجبل، ونزار قباني، وعفيف بهنسي، وكوليت خوري، وناظم الجعفري، وسليمان العيسى وإلياس زياد، ورفيق سبيعي.. وآخرين.. نحتفي بالراحلين والأحياء... لأنهم وجوهنا الثقافية، لن تكسرنا مؤامراتهم، لن نترك الغبار يعشعش في ذاكرتنا...
اليوم نقف عند مسرح الحياة، عند مبدع سوري أعطى المسرح عمره وترك إرثاً مسرحياً عابراً لتخوم الوطن، مسرحه ابن الحياة، ابن سورية لكنه مشغوف بالهّم الوطني والقومي، وللانسانية في تجلياتها رسالته الكبرى.
سعد الله ونوس المسرحي السوري أعطى المسرح العربي بعداً عالمياً واستطاع أن يصل إلى شرائح واسعة في أصقاع الوطن العربي، فمسرحه انتشر كما النار في الهشيم.. لم ينتظر متابعوه أن تخرج أعماله على خشبات المسارح، بل كانت القراءة طريقهم الى اكتشاف جمالية وروعة ابداعه... ناهيك عن العروض التي أخرجت عن أعماله...
سعد الله ونوس.. التقط نبض الشارع وجعله أفقاً إبداعياً.. نرى أنفسنا فيه فكان خلود إبداعه وكانت بصمته في تاريخ المسرح العربي والعالمي.. نعم العالمي وليس اختياره لإلقاء كلمة في يوم المسرح العالمي إلاّ دليلاً على ذلك... لكننا كما العادة مهملون في نشر عبق مبدعينا ونقله الى الآخر، لا بل ربمل نعمل على محاولة طمسه حتى حيث نحن...
سعد الله ونوس أيامنا المخمورة تشهد أننا ثملنا لكن ليس من خمرة المعرفة، بل من جهل وحقد وكره... ولابدّ من ذاكرة تتقد ولكن ليس عن الموت، بل عن الحياة والابداع.
dhasan09@gmail.com