تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الغرب الكذاب

معاً على الطريق
الأثنين 14-5-2012
أنيسة عبود

كم هو مؤلم أن يعيش العالم كله في إطار الكذبة الأميركية بأن القاعدة هي التي فجّرت البرجين التجاريين في نيويورك..وأن القاعدة هي التي ضربت البنتاغون في واشنطن.وهي التي تهدد مصالح أميركا وشعبها..هذه الكذبة التي كلّفت أفغانستان حريتها واستقلالها ومئات الآلاف من شعبها.

كما كلّفت العراق مليون شهيد وملايين اليتامى والثكالى والأرامل..‏

الكذبة عشنا بها وأجبرنا على تصديقها،كما كذبة المحرقة اليهودية..فويل لمن لا يصدق أن المحرقة جرت فعلا»..وويل لكل من تسول له نفسه أن يشكك لحظة بأن القاعدة لا تملك القدرة ولا الإمكانات لتفجير برجي التجارة النافقين.‏

نعم القاعدة موجودة ولكن كل الدلائل تشير إلى أن أميركا هي التي فجرت البرجين بالتعاون مع صهاينتها الذين لم يقتل منهم أحد في ذلك البرجين المرحومين..‏

وهنا لن أخوض في الماضي.. بل أريد التساؤل..عن قدرة تنظيم القاعدة وإمكاناته.. فمن أين له كل هذه القدرة ليمدّ أذرعه إلى كل الدول التي لا تحبها أميركا حصراً..‏

إذاً تنظيم القاعدة (يدوخ) أميركا.. وبما أن أميركا وإسرائيل كيان واحد..فلماذا لا (يدوخ) إسرائيل؟‏

ولماذا لم نسمع أبداً عن أي استهداف لمؤسسة صهيونية.على الرغم مما يفعله الصهاينة في أرضنا المحتلة؟‏

كأن الصهاينة وتنظيم القاعدة كيان واحد أيضاً؟‏

ولكن تنظيم القاعدة يدعي أنه يعمل على الشريعة الإسلامية وكل من لا يتبع الإسلام الذي تقرّه القاعدة هو كافر، محلل دمه وعرضه وماله..فلماذا لم يحللوا دم الصهاينة الذين اغتصبوا الأرض والعرض والمقدسات وهودوا الكثير من المعالم الإسلامية؟‏

ألم يسمع شيوخ القاعدة بحرق القرآن؟ ألم يعرفوا أن أميركا اغتالت زعيمهم (بن لادن)؟‏

أسئلة كثيرة تراود الذهن، ولكن الأجوبة معروفة بالتأكيد.. فالقاعدة منتج أميركي قديم، جديد..تحدّثه وتطوره كلما استدعت الحاجة إلى ذلك.. وبما أن أموال الشعب العربي الخليجي تحت تصرفها فهي تضخ منه ما يستوجب لتحديث وإرسال نسخ جديدة إلى البلدان التي تقول: لا..لا للطاغي الأميركي.. لأن أي لاء في وجهه تهزّ عرشه وعروش أزلامه وأذنابه في المنطقة.‏

لذلك لا يغرّنكم ما يتظاهر به الغرب على أنه ضدّ الإرهاب.. ولا تصدقوا أنه يدين إجرام القاعدة بحق الدم السوري.. هذا الغرب (مصاص الدماء) هو الذي يمول القاعدة وهو الذي يسلحها ويرسلها ويغسل دماغها ويأتي بالجاهلين المتخلفين ويقول لهم أنتم في أرض الجهاد..هيا جاهدوا ولكم المال ومتع الدنيا والجواري في الآخرة. فيبدأ الذبح والحرق والتخريب والنهب والاغتصاب.. ثم يتحدثون بكل وقاحة عن حقوق الإنسان.. كما يتحدثون عن الحرية وعن الحضارة.باعتبار أن الغرب يمثل الحضارة والرقي والعرب يمثلون الناقة والجمل والصحراء والتخلف..وأعتقد أنهم مصيبون أحياناً في ذلك إلا في ادعاء الرقي.. لأن الراقي لا يذبح ولا يسرق ولا ينتهك الأعراض وهم قاموا بكل ذلك في العراق وغير العراق.وإذا كان هذا ديدنهم وديدن ذلك السلجوقي الخسيس..وإذا كان الاستعباد والنهب والقتل هو عقيدتهم.. فما الذي يجمع حكام العرب معهم؟ ما الذي يجمع ملكاً وأميراً وشيخاً مع هؤلاء الوحوش؟‏

هل دم الإنسان السوري يزيد بترولهم؟ ويعزز إيمانهم ويدخلهم الجنة؟‏

ما يحزن السوريين..أنهم يتفهمون نوايا وخفايا الغرب.. ويعرفون أن بعض حكام العرب ليسوا أكثر من أحذية في أرجل الصهاينة.. ولكن الذي لا يفهمونه أن تصمت الشعوب العربية على ذبح السوريين؟؟ ويصمت المثقفون القوميون..وتصمت مصر.. مصر أم الدنيا.. مصر جمال عبد الناصر والجمهورية العربية المتحدة.. مصر قناة سويس وجول جمال.. هل كل هذا الصمت والعدوان ومشاركة الغرب اللعين في ذبحنا؛ كله من أجل حريتنا..؟ من خولهم بالحديث نيابة عن الشعب السوري؟ وكيف يعرفون رغباتنا أكثر منا؟ هل أصبح العربان صمّ بكم ّ عميّ لا يرون خيوط المؤامرة ولا يرون نهر الدماء من القزاز إلى كفرسوسة إلى الميدان والقصّاع،, وأصقاع سورية كلها؟‏

يا حيف.. يا حيف.. (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 746
القراءات: 895
القراءات: 790
القراءات: 750
القراءات: 800
القراءات: 707
القراءات: 734
القراءات: 949
القراءات: 986
القراءات: 815
القراءات: 799
القراءات: 834
القراءات: 822
القراءات: 914
القراءات: 804
القراءات: 799
القراءات: 793
القراءات: 873
القراءات: 781
القراءات: 932
القراءات: 796
القراءات: 846
القراءات: 923
القراءات: 1005
القراءات: 814

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية