على أن تبقى الخطة الدرسية كما هي ، مع إضافة حصة درسية واحدة لمواد الفيزياء والرياضيات وعلم الأحياء بدلا من ثلاث حصص لمواد التاريخ والجغرافية والمعلوماتية لمن يختار الفرع العلمي ، وإضافة حصة درسية واحدة للفرع الأدبي في مادة الفلسفة والعلوم الإنسانية على أن تؤخذ من مادة المعلوماتية .
هذا التوجه للتربية إذا ما ناقشناه بشكل هادئ نستطيع القول إنها - أي التربية = بدأت تتلمس وبشكل فعلي عملية تطوير التعليم من خلال تطوير المناهج وأساليب التقييم من أجل بناء طلاب قادرين على مواجهة تحديات العصر. وفي الوقت ذاته تطويرها وفق معايير مصادر التعلم وخصوصاً العلوم والرياضيات والفيزياء ، بغية الوصول إلى جيل يعرف ماذا يريد من المواد التي يتعلمها ، ونعتقد إن ذلك مطبق في غالبية دول العالم ، حيث يعرف التلميذ والطالب منذ سني دراسته الأولى كيف يبني مستقبله العلمي والحياتي من خلال اختياره للمواد التي يرغب متابعة تعليمه على أساسها ،
وهنا نسأل : ما مبرر أن يدرس طالب اختار الفرع العلمي على سبيل المثال لا الحصر مواد التاريخ والجغرافيا والفلسفة على أنها مواد أساسية وبشكل مكثف . . حصصها الدرسية تكاد تكون كالحصص الدرسية للمواد العلمية التي اختار فرعها . . ؟
نعتقد سؤال كان من المفترض الإجابة عليه منذ سنوات بعيدة ، لكن نقول أن تأتي متأخرا افضل من ألا تأتي نهائيا . . !!
نعود لنقول :
عندما يختار الطالب وهو في الصف الأول الثانوي العام الفرع العلمي أو الأدبي حسب رغبته - اللهم إذا كان مقبولا في التعليم العام وفق تعليمات القيد والقبول التي تصدر سنوياً عن وزارة التربية - يستطيع تحديد مسار طريقه العلمي وحسب رغبته ، ونعتقد جازمين إن ما أقدمت عليه التربية إنما يشكل نقلة نوعية باتجاه تحسين نوع التعلم وجودته من جهة ، والوصول إلى طلاب متخصصين يعرفون ماذا يريدون من نوع التعليم الذي اختاروه من جهة ثانية ،
لن نقول كما يقول الآخرون عن المناهج وتطويرها ، وعن أسلوب التعليم والتعلم ، لكننا نقول كلمة حق إن جهودا يبذلها المعنيون في التربية لجعل عمليات التطوير بكل مسمياتها إن في المنهاج أو الكتاب المدرسي ، أو الخطة الدرسية ، وما صدر مؤخرا . . لخ ، إنما هي جهود تصب في جعل التربية في خدمة التنمية والمجتمع أولا وأخيرا ، والوصول المتأخر أفضل بكثير من ألا نصل ، وهذا ما يحصل . .