تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وحول في عزّ الصيف

نقش سياسي
الأثنين 22-6-2015
مصطفى المقداد

بضع خطوات تفصل ما بين ملحمة القدس وبقالية صفد ومكتبة جنين وصالون طولكرم وحلويات دمشق في أي مخيم للاجئين الفلسطينين خارج سورية،

مع فارق بسيط يتمثل في تداخل بيوت الفلسطينين فيما بين المحال وورشات التصليح والأفران، وتتوزع أزقتها ومدرجاتها الضيقة، وتتفرع انفراجات قصيرة لا تلبث أن تضيق أمام بيت، أو شبه بيت، فيما تتدلّى كابلات الكهرباء والهاتف إلى ما تحت رؤوس المارّة الذين تغوص أحذيتهم بالأوحال، التي لا تغادر المخيم في عزّ الصيف، وبين تلك الأزقّة والبيوت والمحال والمكاتب تظهر الجباه السمر تحمل الأصيل من الانتماء متسائلة عن حالها المستجد، ومستذكرة رحلة الآباء والأجداد في خروجهم من فلسطين السليبة أولاً، ثم خروجهم الثاني من مخيم اليرموك.‏

متناقضات لا يخطئها عاقل، فصورة المخيم اختلفت، والإيمان بالعودة يزداد رسوخاً في نفوس الفلسطينين وهم يروون ما يراد لهم كلاجئين في ظل الحرب على سورية، وعلى المنطقة العربية كلها، فالتركيز في الحرب الإرهابية والخليجية على سورية يعود لدورها وموقفها من تقديم القضية الفلسطينية على الشأن السوري ذاته، فلا أمل أو مستقبل للعرب كلهم بحيــــاة كريمـــــة دون استعادة فلسطين والحقوق الفلسطينية كلها، أرضاً، وسيادة، وتقريراً للمصير.‏

حياة البؤس والحرمان التي عاشها الفلسطينيون في المخيمات العربية تم استغلالها لإبعاد الفلسطيني عن قضيته وقتل حلم العودة في نفوس المحرومين، ودفعهم للقبول بالتعويض، والهجرة إلى العوالم الغربية، وإنهاء القضية وفق المخطط الصهيوني والغربي، لكنها سورية التي حملت فلسطين همّاً قومياً، وممارسة يومية، وزرعتها عقيدة في نفوس أطفالها، ينشدون حلم العندليب المهاجر وقصائد درويش والقاسم وزيّاد والكرمي مع قصائد سليمان العيسى ونزار قباني في عروة غير قابلة للحل والافتراق أبداً.‏

التطورات المستجدة، وعمليات استقدام آلاف الإرهابيين، وتجنيد المرتزقة من كل قارات العالم تحاول إنهاء هذا الدور والموقف غير القابل للتحول، وما بعض التصريحات على هامش المواجهات مع الإرهابيين إلا تأكيد على الهدف الأبعد والمتمثل في قضية العرب الأساس، وما محاولات بعض السياسيين الغربيين ادّعاء تحريك مسار المفاوضات ما بين العدو الصهيوني والسلطة الوطنية الفلسطينية إلا عمل للضغط على الفلسطينيين الذين خسروا دعم الحكومات العربية لقضيتهم، لم يبقَ إلا سورية وحدها متمسكة بالحقوق القومية كلها.‏

إنها المواجهة في أحد أشكالها، في ظل الميّزة الوطنية لسورية وشعبها والبنية الفكرية والعقائدية التي لا تتراجع عن مبادئها، وتعرف كيف تصنع انتصاراتها، رغم كبَر الهجمة العدوانية عليها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية