أو قل بأنك تحزن عندما تراني كشفق بعيد ..
على الأقل ..ارم لي غيمة قبل الرحيل ..أو اترك لي طريقا" تدلني على مكانك البعيد
على الأقل ..أغلق باب الهواء , كي لا تطير الأخيلة .
..................
هو الحزن الذي ينسج قمصاني كل ليل
كأني بنيلوب في صبرها
كأنني التي تبحث عن روحها ..
هباء هذا العالم ..كأنه قش في سلة العمر ..وكأن الوجوه التي خلفي غبار
..................................
دونك , هذا الفضاء جلادون ..
ودون يدك تفتح الباب , لا أبواب ..ولا مغاليق ..ولا مرايا نعلق في انعكاساتها البلاد
دونك .كأنني المرأة التي تنام بين قبري ولديها
تهزّ لهما الأغاني والدموع ..لا هما يصحوان ولا هي تنام
دونك هذه البلاد ليست لي
أعور دجّال ..ويأجوج وماجوج ..وزليخة تزغرد لعريها
كم بلقيس نحتاج لنبني سدا" لغربتنا
وكم هدهد نحتاج ليحمل نعوشنا
لا سليمان يتلفت ..ولا الهدهد ينتظر رجوعنا
ألن يبزغ المهدي من وراء الدم .
ألن يقرئنا الوقت السلام على رؤوس ذات وقت كانت لنا ؟
.............................
على الأقل ... أرسل لي مفاتيح الخزانة لأفتح درج التاريخ وأمزق كتبه البالية
أرسل الصور القديمة وثيابك القديمة
أرسل لي آخر آهة أطلقتها بين الرصاصة والرصاصة
أما قلت للذي كان يزرع صدرك بالحراب , بأنك روح وقلب يسير على التراب
لك أحباب ..وغرفة في منحنى الروح .وحذاء تيبس جلده من الغياب
أو قل ..لعل بشرا" يمرون برأسك ..فيشهق الرأس
ستنزل دموع الحسين على جبينك ..لكنك ستظل صابرا" كمريم أو يسوع
..................
على الأقل ..ليتني أعرف هل بكيت أم شهقت ..وهل تنزّلت السماء نجومها حولك
وحولك رجال من عصف مأكول ..وتاريخ تخجل منه الوحوش والقرى الضارية
حولك الحقول الباكية ونهر يلم دمك ونساء يحملن الجرار ليملأن صوتك ,
كان قلبي وراءك .
على الأقل ..خيالك الذي جاء وما جئت ..كأنك ضيعت الطريق .
على الأقل .أعد لي القمصان التي تلونت بالغياب وفي جيوبها كومة من العذاب
أعد لي رائحتك .على الأقل أعلقها في خزانة الثياب
ليس لي ..وليس لك ..ما بقي على الأقل سوى الخراب
قد ينضج حزني ويصير حقل قمح تنقره الأيام
لن ينبت الزرع في صحاري الزمن القادم .
.ولا شجر يظل واقفا" على باب الحريق
على الأقل .. ابتعد قليلا"أيها الحزن ...ابتعد إلى سنة غابرة .
....
هل كنا سفاحون حتى أنجبنا أرضا" دامية
هل الوطن لقيط حتى نتبرأ من دمه , ودمه على أكفنا
هل ..على الأقل ..؟