تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تراكمات فاعلة

معاً على الطريق
الأثنين 25-12-2017
مصطفى المقداد

لم تأت النتائج والمخرجات وفق رؤية العدوان وأوهامه، بل على العكس من كل المخططات، فقد جاءت التطورات مخالفة كلياً لجميع تلك المخططات ومخططيها

مممن عملوا لعشرات السنين على رسم خريطة تنفيذية تفصيلية لخطة العدوان اليومية بكل مايلزمها من دعم وتمويل وإمداد وتدريب وتمويل وإقامة معسكرات وفتح الأقنية التلفزيونية والصحف والمواقع وتوطين الآلاف من المرتزقة للعمل على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي .‏

كل هذا واكثر بهدف واحد هو تهديم بنية المجتمع السوري ، ولم يترك المتآمرون والمعتدون أسلوباً لتنفيذ مخططهم إلا واتبعوه سواء كان قتلاً أو تدميراً أو قصفاً أو ضغطاً سياسياً أو شراء العملاء والجواسيس وكل مايمكن ان يخطر في تفكير الشياطين والمجرمين ..ولكن كل ذلك لم يفلح في تحقيق المآرب الهدامة، ولم يصل إلى هدف عميق..‏

صحيح ان العدوان نفذ برنامجاً ممنهجاً في التدمير والقتل وتدمير البنى التحتية ومواقع الإنتاج وشبكات الطاقة وخطوط النفط والغاز فضلاً عن استهداف المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الطبية ودور العبادة والجمعيات الخيرية والمساكن المدنية وغيرها.‏

وصحيح ان الإرهابيين لم يستثنوا أسلوباً تخريبياً إلا ولجؤوا إليه ومارسوا أبشع أشكال التوحش البشري لكنهم في النهاية لم يحصدوا إلا الخيبة والخسران والهزيمة،وبالقدر الذي كان الهجوم الإرهابي متوحشاً ، فإن محصلة التضامن والصمود والثبات والعطاء كانت في أعلى درجاتها، وصولاً الى تعزيز قيم الصمود والتضحية والتعاون والالتزام، وتسجيلها أعلى درجات الانتماء التاريخي لشعب أصيل قادت قوى العدوان والبغي ضده أسوأ عدوان شهده التاريخ كله.‏

لقد كان العدوان أكبر من القدرة على تصوره أو احتماله بالنسبة لاي سياسي أو مفكر استراتيجي في العالم، ولم يكن أحد يتصور ان رأس الإمبريالية يمكن أن تقود تحالفات عدوانية تقارب المئة دولة في معارك لم تتوقف على امتداد سبعة أعوام كانت في كل يوم تطالع المجتمع الدولي بأساليب متجددة للعدوان عبر إشاعة الأكاذيب ورواية القصص الملفقة واختلاق المخاوف وتقديم المبادئ الإنسانية أضحيات رخيصة على بساط الأكاذيب الإرهابية.‏

مواجهات ومعارك ميدانية وسياسية تتالت ضمن ساحة غير متوازنة فقوى الشر تمتلك اكبر آلة نيرانية عرفها العالم لكنها سقطت أمام الحق الوطني والصمود الشعبي والفداء المقدس مايقتضي في النهاية تسجيل انتصار ناجز غير مسبوق على امتداد التاريخ، فكما كان العدوان غير مسبوق تاريخياً، فالانتصار سيأتي غير مسبوق التوصيف أيضاً.‏

وهو انتصار متكامل مابين الميدان العسكري والمضمار السياسي والدبلوماسي والحواري والتفاوضي ، ففي الخطة العدوانية كانت محطة جنيف أحد الخيارات لممارسة الضغط والتعطيل بطريقة سياسية ، والأمر الغريب ليس في اختيار جنيف مكاناً للحوار والتفاوض ، لكن الغريب يكمن في اختيار الوفد المفاوض، فالمشاركون يحظون بدعم وتأييد دولي وإعلامي كبير في الوقت الذي لا يملكون فيه قوة حقيقية على الأرض، والدعم السياسي هنا تم إخراجه عبر الأمم المتحدة ما يمكن المشاركين الإرهابيين من تعطيل أي نتائج يفترض ان تتساوق وتتطابق والإنجازات والتطورات الميدانية ، وهو ما يتم تنفيذه في كل جولات جنيف، اما الخروج الأكبر فلن يكون إلا على أيدي السوريين - كل السوريين ، وهو اللقاء المأمول في سوتشي نهاية كانون الثاني القادم فهناك سيلتقي السوريون في حوارهم الوطني ليضعوا المقدمات والمبادئ العامة والأساسية لمستقبلهم بعد انجاز الانتصار الكامل، فيتجاوزون كل تبعات العدوان ويعيدون صياغة المستقبل وفق برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي خاص يحافظ على الخصوصية السورية التي كانت الأنموذج المتفرد، وهو النموذج الذي أثبت قدرته على الصمود والتجدد مهما تعرض لمحاولات تخريب وإرهاب، وذلك ماسيراه العالم قريباً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية