مممن عملوا لعشرات السنين على رسم خريطة تنفيذية تفصيلية لخطة العدوان اليومية بكل مايلزمها من دعم وتمويل وإمداد وتدريب وتمويل وإقامة معسكرات وفتح الأقنية التلفزيونية والصحف والمواقع وتوطين الآلاف من المرتزقة للعمل على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي .
كل هذا واكثر بهدف واحد هو تهديم بنية المجتمع السوري ، ولم يترك المتآمرون والمعتدون أسلوباً لتنفيذ مخططهم إلا واتبعوه سواء كان قتلاً أو تدميراً أو قصفاً أو ضغطاً سياسياً أو شراء العملاء والجواسيس وكل مايمكن ان يخطر في تفكير الشياطين والمجرمين ..ولكن كل ذلك لم يفلح في تحقيق المآرب الهدامة، ولم يصل إلى هدف عميق..
صحيح ان العدوان نفذ برنامجاً ممنهجاً في التدمير والقتل وتدمير البنى التحتية ومواقع الإنتاج وشبكات الطاقة وخطوط النفط والغاز فضلاً عن استهداف المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الطبية ودور العبادة والجمعيات الخيرية والمساكن المدنية وغيرها.
وصحيح ان الإرهابيين لم يستثنوا أسلوباً تخريبياً إلا ولجؤوا إليه ومارسوا أبشع أشكال التوحش البشري لكنهم في النهاية لم يحصدوا إلا الخيبة والخسران والهزيمة،وبالقدر الذي كان الهجوم الإرهابي متوحشاً ، فإن محصلة التضامن والصمود والثبات والعطاء كانت في أعلى درجاتها، وصولاً الى تعزيز قيم الصمود والتضحية والتعاون والالتزام، وتسجيلها أعلى درجات الانتماء التاريخي لشعب أصيل قادت قوى العدوان والبغي ضده أسوأ عدوان شهده التاريخ كله.
لقد كان العدوان أكبر من القدرة على تصوره أو احتماله بالنسبة لاي سياسي أو مفكر استراتيجي في العالم، ولم يكن أحد يتصور ان رأس الإمبريالية يمكن أن تقود تحالفات عدوانية تقارب المئة دولة في معارك لم تتوقف على امتداد سبعة أعوام كانت في كل يوم تطالع المجتمع الدولي بأساليب متجددة للعدوان عبر إشاعة الأكاذيب ورواية القصص الملفقة واختلاق المخاوف وتقديم المبادئ الإنسانية أضحيات رخيصة على بساط الأكاذيب الإرهابية.
مواجهات ومعارك ميدانية وسياسية تتالت ضمن ساحة غير متوازنة فقوى الشر تمتلك اكبر آلة نيرانية عرفها العالم لكنها سقطت أمام الحق الوطني والصمود الشعبي والفداء المقدس مايقتضي في النهاية تسجيل انتصار ناجز غير مسبوق على امتداد التاريخ، فكما كان العدوان غير مسبوق تاريخياً، فالانتصار سيأتي غير مسبوق التوصيف أيضاً.
وهو انتصار متكامل مابين الميدان العسكري والمضمار السياسي والدبلوماسي والحواري والتفاوضي ، ففي الخطة العدوانية كانت محطة جنيف أحد الخيارات لممارسة الضغط والتعطيل بطريقة سياسية ، والأمر الغريب ليس في اختيار جنيف مكاناً للحوار والتفاوض ، لكن الغريب يكمن في اختيار الوفد المفاوض، فالمشاركون يحظون بدعم وتأييد دولي وإعلامي كبير في الوقت الذي لا يملكون فيه قوة حقيقية على الأرض، والدعم السياسي هنا تم إخراجه عبر الأمم المتحدة ما يمكن المشاركين الإرهابيين من تعطيل أي نتائج يفترض ان تتساوق وتتطابق والإنجازات والتطورات الميدانية ، وهو ما يتم تنفيذه في كل جولات جنيف، اما الخروج الأكبر فلن يكون إلا على أيدي السوريين - كل السوريين ، وهو اللقاء المأمول في سوتشي نهاية كانون الثاني القادم فهناك سيلتقي السوريون في حوارهم الوطني ليضعوا المقدمات والمبادئ العامة والأساسية لمستقبلهم بعد انجاز الانتصار الكامل، فيتجاوزون كل تبعات العدوان ويعيدون صياغة المستقبل وفق برنامج سياسي واجتماعي واقتصادي خاص يحافظ على الخصوصية السورية التي كانت الأنموذج المتفرد، وهو النموذج الذي أثبت قدرته على الصمود والتجدد مهما تعرض لمحاولات تخريب وإرهاب، وذلك ماسيراه العالم قريباً.