حال من امتطى خيلا سرجتها له الولايات المتحدة الاميركية، وأطلقت صيحة «عليهم ياعرب» دون ان ينتبه ذاك «الفارس» على حال سرجه او اي حصان يمتطي، لتمر الساعات والسنون، فإذ بالمطية بغلة، والسرج وهم من كلام، فينتهي بهم المطاف الى ثلاثة.. اول سقط من عَلٍ وسحق باقدام بغلته.. وثان مازال متمسكا بسرج بات بين اربع مطيته.. وثالث ادرك اي مصيبة ارتكب وامتطى وبدأ بقراءة متغيرات الاحداث، وتحليل طلاسم مخطط مازج به عن عماهية.
حال ما سبق ..حال من استل سيفه على سورية قبل سنوات سبع، مأخوذا بوعود الادارة الاميركية، لما بعد اسقاط الدولة السورية.. وهو ذاته -أو البعض منهم- من بدأ بتبصر الحقيقة وقراءة جديد الواقع ومفرزات الميدان، فكانت الخطوة الاردنية لتصحيح اعوجاج خطواتها تجاه سورية واحتجاج عاطف الطراونة، رئيس مجلس النوّاب الأردني في اجتماع لاتحاد البرلمانيين العرب في المغرب عدم دعوة سورية ، حال الموقف الفرنسي ونية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعادة العلاقات الدبلوماسية مع سورية حال القضاء على «داعش».
خطوات التراجع تلك ليست منة، ولا صحوة ضمير بقدر ما هي نتاج متغيرات ميدانية في الساحة السورية، متغيرات خطها الجيش العربي السوري،وادراك المهرولين في السباق الاميركي أن خط نهايتهم سوف تكون التهلكة والغرق في المستنقع السوري، فأحسنوا القراءة واختيار لحظة التوقف والنظر فيما هم فاعلون.
الجميع يعي بأن تراكم الانجازات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه رُحلت الى عام 2018 وبأن العام الجديد سيكون علامة فارقة من عمر الازمة في سورية، فالميدان وما تحقق ويتحقق فيه، والسياسة وما ينسج على بساطها لاتمام الحل في سوتشي، يجعل الجميع يعيد حسابات الماضي، والقراءة في دفاتر الحكومة السورية للتأكد بأن العام القادم عام سوري بامتياز، وبأن عليهم تحضير دفاترهم الدبلوماسية الجديدة مع سورية .. دفاتر على الجميع البدء به بأول صفحة مكتوب عليها .. أول العز دمشق.
Moon.eid70@gmail.com