البعض يرى أن الارتفاع بعضه من بلد المنشأ وخصوصاً أن موجة الغلاء تأخذ طابعاً عالمياً، والبعض الآخر يبرر ذلك إلى عملية العرض والطلب، ويمكن القول إنه توجد سلع كثيرة يطرأ عليها ارتفاع أكثر من مرة وبفترات قصيرة وهذا الواقع شغل حيزاً واسعاً من الآراء التي تناولت المعطيات وتحليلها والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء ذلك، وكانت الآراء متباينة البعض يرى ارتفاع سعر الدولار يوثر سلباً على الأسعار ويرفع من معدلاتها والبعض الآخر يرى أن الجشع والاحتكار والتلاعب بقوة الشعب له دور كبير في هذا المجال.
كل هذه الآراء والأسباب التي يتم ذكرها وطرحها لا تعطي مبرراً لما يجري، ولابد من إيجاد آلية واضحة تضبط السوق وارتفاع الأسعار والذي طال معظم المنتجات ودراسة الأسباب الحقيقية والوقوف على معرفة أسعارها في بلد المنشأ، هذا من جهة ومن جهة أخرى علينا أن نميز بين سلعة تم إنتاجها محلياً وبين سلعة أو مادة يتم استيرادها، وهذا ما يجعلنا نناقش واقع الصناعة المحلية والطرق الكفيلة بحمايتها، ويتم ذلك عبر طرح أسعار منافسة للسلع الوافدة إلينا من الأسواق الخارجية، ولابد من المقارنة في الأسعار وكيف تصل بعض السلع إلينا وتكون أسعارها في أحيان كثيرة متقاربة مع الإنتاج المحلي أو أدنى.
يجب مناقشة واقع الصناعة المحلية وكيف يتم حساب تكلفتها الفعلية ولابد من إيجاد حلول لمادة مصنعة تعتمد في بعض مكوناتها على مواد أولية موجودة لدينا، وبين سلعة أخرى مكوناتها الصنعية تعتبر بكاملها تصنيعا محليا، وتبقى الحماية الحقيقية هي من خلال تقديم كل ما يسهل على المستهلك معرفة الأسعار وجودة المنتج وإيجاد ضوابط حقيقية لارتفاع الأسعار والذي طال معظم المواد والمنتجات.