تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من يعرف.. ومن لا يعرف؟

معاً على الطريق
الثلاثاء 5-2-2013
خالد الأشهب

في تلك العشيات التي سبقت احتلال العراق وسقوط بغداد 2003 ظهر كولن باول في أكثر من فضائية وفي غير مكان من العالم، ليتحدث عن أسلحة التدمير الشامل العراقية ..

حاملاً بيده وعارضاً ما قال إنه، في ذلك الحين، أحد اكتشافات الاستخبارات الأميركية لهذه الأسلحة، وأعاد وكرر الحديث عن ضرورات الأمن والسلام التي تراها أميركا في تخليص الشرق الأوسط، والعراق في المقدمة، من هذا الوباء . ثم، وبقدرة قادر، وبعد أن اكتشف الأميركيون أن لا أسلحة تدمير شامل في العراق، تبدلت الضرورات، وبمعونة القادر ذاته، لتصير نشر الديمقراطية والحريات واحترام حقوق الإنسان . ثم وبعد سنوات من الاحتلال اكتشف العالم وليس أميركا وحدها، أن لا أسلحة ولا حرية ولا ديمقراطية ولا حقوق إنسان .. بل حتى لم يعد ثمة إنسان في العراق سوى القتل والدمار والاجتثاث، وبعد ذلك بسنوات اعترف باول أنه ما كان يدري ماذا كان يوجد في الأنابيب التي عرضها على الشاشات وقال بلسانه إنه عينة من أسلحة دمار شامل عراقية!‏

في عشية نفاق مشابهة إلى حد ما، وأثناء مناقشة مجلس الشيوخ الأميركي ملف جون كيري كمرشح لتولي وزارة الخارجية الأميركية في ولاية الرئيس أوباما الثانية، أجاب كيري عن أسئلة بعض الشيوخ حول الموقف الأميركي في الشرق الأوسط وخاصة تجاه سورية، ومنها أنه قال بالحرف: "هناك أناس في الخليج" يقومون بتزويد «جبهة النصرة» التي وضعتها وزارة الخارجية على لائحة التنظيمات الإرهابية أخيراً، بالأسلحة!‏

في العراق لم يكن كولن باول يعرف أن لدى العراق أسلحة دمار شامل أم لا وفق اعترافاته المتأخرة، لكنه كان يعرف كيف يتهمه بامتلاكها ويقدم على ذلك دليلاً كاذباً قبل تحطيم هذا البلد وقتل شعبه، وفي سورية اليوم يعرف جون كيري وزير الخارجية الجديد أن " أناساً " في الخليج كما قال .. يقدمون المال والسلاح للإرهابيين في سورية، لكنه " لا يعرف " من هم ولا يعرف شيئاً عن آل جبر وآل خليفة وآل سعود، بل يعرف أن على روسيا، كما قال، أن تذهب معه إلى حيث يجب أن يسقط النظام في سورية، ودون أن يعرف أيضاً كيف لبلاده أن تسمح لهم أو تقدم الغطاء السياسي لدعم وتمويل وتسليح من صارت تقول إنهم إرهابيين !!‏

منطق مشابه تماماً، إذ يعرف معارضو استنبول والدوحة وغيرها أصول الحديث والثرثرة في الديمقراطية والحقوق والتعددية والمدنية وغيرها .. لكنهم لا يعرفون شيئاً عن الشعوب وخياراتها الحرة عبر الحوار وصناديق الانتخابات مثلاً، ولا يعرفون ما تعرفه أميركا عن العلاقة بين " جبهة النصرة " والإرهاب .. حتى إن بعضهم اتهمها بالجهل في حقيقة هذه الجبهة التي لا تؤمن إلا بالديمقراطية والمدنية والتعددية، والتي لم يأت إرهابيوها إلى سورية بياقاتهم البيضاء وربطات العنق وذقونهم الحليقة وثقافاتهم العليا.. إلا لـ " تحريرها " ومن ثم تقديمها لهم على طبق من فضة!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية