ولكنهم يعرفون قبل غيرهم ان الاماني وحدها لاتكفي , فالدروب ليست مرصوفة بالرياحين , ولاهي مضاءة بالشموع والقناديل ابدا , وان جل الاماني لايتحقق ابدا الا بالفعل الصادق والوعد الذي يترافق مع العمل.
خمس سنوات مرت عليهم , على سورية على الانسان والشجر والحجر ,وكل عام يجددون الامنيات نفسها , لكنهم يزدادون يقينا انهم اكثر واقرب من الجميع الى تحقيق ما يصبون اليه, لا, لانهم الاكثر شوقا الى السلام والامن والاطمئنان , بل لانهم من غرس في ارض الحياة الفعل والعمل قبل الاماني وقبل الاحلام , لانهم خبروا وعرفوا ان كل ما يقال في الكثير من دوائر ومؤسسات صنع القرار العالمي , لاسيما في ما يسمى الامم المتحدة ومنظماتها ومن يقودها ويوجهها , ليس الا كلاما عابرا , لامعنى له, وهو في احسن الاحوال ان احسنا الظن محاولة لتجميل الدور الذي تطلع به هذه المؤسسات ومحاولة لاخفاء ما لايمكن ان يقبله أي عاقل من خلال ما يعد من قرارات وتمريرات لمؤامرات ووقائع تستهدف كل ما لايقدم ارضه ومقدراته لقمة سائغة للولايات المتحدة الاميركية ومن يسير في ركبها.
عام مضى ,ونظرة الحصاد الى ما كان لاتقدم الرضى ابدا على مستوى ساحات الاعراب , فهم الوالغون بدمنا , ودماء الاشقاء , المفرقون لوحدة الصف العربي في اقل مظاهر تماسكه حتى في التضامن , وهم العاملون بكل ثقل من اجل تحويل الانظار عن القضية الاساس , العدوان الصهيوني على الامة العربية ومقدراتها ,نظرة واحدة الى العدوان السعودي وتحالفه على اليمن تنبينا ان المستقبل الذي نتطلع اليه ربما لن يكون فجره ابدا قريبا.
ولكن الواقع الذي يرسمه ابطال الجيش العربي السوري على ارض الميدان بمواجهة اعتى قوى التآمر والعدوان , يدلل بما لايقبل الشك ان الامر غير ما يعد له ويرسم من اجله هؤلاء العربان , صحيح انهم يزدادون في وحشيتهم وعدوانيتهم وقربا من الكيان الصهيوني, ولكن المشهد الذي رسمه السوريون بصمودهم وثباتهم يعد ان القادم للحرية والكرامة وللعمل للانظمة التي دخلت دائرة النهاية بفعل انتهاء الدور والوظيفة , وتحت وقع تحولات ارتسمت ملامحها والعام الجديد يحفر مجراها عميقا.
d.hasan09@gmail.com