تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خَطٌ على الورق... نحن لم نولد بعد...؟!

ثقافة
الثلاثاء 18-9-2012
أسعد عبود

لم نولد بعد إلا في الماضي، لا حاضر لنا، و لا نرى مستقبلاً إلا ما ترسمه أشباح مرعبة في لجة الضباب. لذلك هم يغيرون على مقدساتنا وماضينا وثقافتنا! ونقاومهم بالضجيج والهياج، وهو بالضبط ما يريدون أن يظهروه فينا،

ولذلك بالضبط يختارون نبينا العربي محمد صلى الله عليه وسلم، هو باسمه الكبير من نجمع عليه وننهل منه ونشهد في كل لحظة له أنه رسول الله لنا، وذلك من أهم أركان عقيدتنا، وعلى الرسالة المحمدية تقوم أهم أعمدة ثقافتنا التاريخية، ولاجديد بعدها.‏

نحن لم نولد بعد ذاك التاريخ وما بني عليه، نملك ماضياً ولا نملك حاضراً فكيف ندافع عن ثقافتنا؟!‏

نحن لانملك شيئاً فاعلاً يخيفهم... نحن لهم.. ثروتنا لهم.. ثوراتنا لهم.. حتى أصواتنا لهم إن كنا كما يقيموننا ظاهرة صوتية وحسب.‏

ويعرفون مواقع الاستثارة فينا، لذلك لهم معنا بين فترة وفترة حكاية يجعلوننا من خلالها نهيج ولا حول ولا قوة.‏

من أجل ذلك يرون في نبينا العربي محمد، موقعاً للهجوم عليه بكفرهم وزندقتهم وتهتكهم وعنصريتهم، ولايأبهون لشيء إلا متعة أن يشاهدونا ونحن نغلي عاجزين عن الفعل.‏

الصياح.. الهياج.. التظاهر.. ليس فعلاً، ولاقتل سفير أو دبلوماسي أو أي أجنبي أو عربي.‏

لن يخافونا بذلك كله بل سيزيدهم طرباً وسيدفعهم إلى إعادة الكرة! لنلاحظ فيما جرى حتى الآن: تظاهر آلاف العرب والمسلمين في العالم... عشرات الآلاف.. ملايين... هاجموا سفارات.. قنصليات.. مطاعم.. أحرقوا أعلاماً.. رددوا شعارات.... الخ ثم ماذا؟‏

هل هاجموا قاعدة عدوانية استعمارية أميركية في المنطقة ففرضوا عليها الرحيل؟!‏

هل انتهجوا مقاومة أميركا وما تمثله ومن تمثله في المنطقة؟!‏

أم شنوا عليها الحرب؟‏

أنا لا أدعو لذلك بل هي للمقارنة فقط، ففي مواجهة الشوارع الغاضبة المليئة بالحناجر الصارخة والأفعال التي لا تقدم أو تؤخر... رأينا عرباً من أصحاب القرار تحديداً، من نتاج الربيع، ومن أبناء الشتاء يهرعون للاعتذار من أميركا – لأجل الله لا تآخذونا ومابقى نعيدها – ورأينا أساطيل أميركا تتجه إلى شواطئنا لتحمي رعاياها من رعاعنا؟!..... و هديَت حالتنا!!! ماالذي فعلناه وسيمنعهم من فيلم آخر يسيء لأقدس مقدساتنا؟‏

كان يمنعهم، أن ننتبه لواقعنا فنتوقف عن ذبح بعضنا بعضاً ونرفض كل ما يأتينا من نصائحهم ودعمهم. عندها كان يمكن أن يقدروا أهمية الجولة التي خسروها ثمناً لخساستهم ودناءتهم وعنصريتهم، ربما لا يقدمون على ذلك مرة أخرى.‏

قبل ذلك كان يمنعهم بالتأكيد أن تكون ثورتنا وثوراتنا دفاعاً عن الأقصى و القدس وفلسطين التي تقضم يومياً بأنياب التهويد، ونحن منهمكون في التحول إلى مشروع الصداقة مع إسرائيل، والعداء لمن يعاديها حتى ولو كان شقيقاً أو صديقاً.‏

وتتساءلون بعد عما يواجهنا وينتظرنا؟! انتظروا فنحن لم نولد بعد.....‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1334
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1209
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1278

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية