ولذلك بالضبط يختارون نبينا العربي محمد صلى الله عليه وسلم، هو باسمه الكبير من نجمع عليه وننهل منه ونشهد في كل لحظة له أنه رسول الله لنا، وذلك من أهم أركان عقيدتنا، وعلى الرسالة المحمدية تقوم أهم أعمدة ثقافتنا التاريخية، ولاجديد بعدها.
نحن لم نولد بعد ذاك التاريخ وما بني عليه، نملك ماضياً ولا نملك حاضراً فكيف ندافع عن ثقافتنا؟!
نحن لانملك شيئاً فاعلاً يخيفهم... نحن لهم.. ثروتنا لهم.. ثوراتنا لهم.. حتى أصواتنا لهم إن كنا كما يقيموننا ظاهرة صوتية وحسب.
ويعرفون مواقع الاستثارة فينا، لذلك لهم معنا بين فترة وفترة حكاية يجعلوننا من خلالها نهيج ولا حول ولا قوة.
من أجل ذلك يرون في نبينا العربي محمد، موقعاً للهجوم عليه بكفرهم وزندقتهم وتهتكهم وعنصريتهم، ولايأبهون لشيء إلا متعة أن يشاهدونا ونحن نغلي عاجزين عن الفعل.
الصياح.. الهياج.. التظاهر.. ليس فعلاً، ولاقتل سفير أو دبلوماسي أو أي أجنبي أو عربي.
لن يخافونا بذلك كله بل سيزيدهم طرباً وسيدفعهم إلى إعادة الكرة! لنلاحظ فيما جرى حتى الآن: تظاهر آلاف العرب والمسلمين في العالم... عشرات الآلاف.. ملايين... هاجموا سفارات.. قنصليات.. مطاعم.. أحرقوا أعلاماً.. رددوا شعارات.... الخ ثم ماذا؟
هل هاجموا قاعدة عدوانية استعمارية أميركية في المنطقة ففرضوا عليها الرحيل؟!
هل انتهجوا مقاومة أميركا وما تمثله ومن تمثله في المنطقة؟!
أم شنوا عليها الحرب؟
أنا لا أدعو لذلك بل هي للمقارنة فقط، ففي مواجهة الشوارع الغاضبة المليئة بالحناجر الصارخة والأفعال التي لا تقدم أو تؤخر... رأينا عرباً من أصحاب القرار تحديداً، من نتاج الربيع، ومن أبناء الشتاء يهرعون للاعتذار من أميركا – لأجل الله لا تآخذونا ومابقى نعيدها – ورأينا أساطيل أميركا تتجه إلى شواطئنا لتحمي رعاياها من رعاعنا؟!..... و هديَت حالتنا!!! ماالذي فعلناه وسيمنعهم من فيلم آخر يسيء لأقدس مقدساتنا؟
كان يمنعهم، أن ننتبه لواقعنا فنتوقف عن ذبح بعضنا بعضاً ونرفض كل ما يأتينا من نصائحهم ودعمهم. عندها كان يمكن أن يقدروا أهمية الجولة التي خسروها ثمناً لخساستهم ودناءتهم وعنصريتهم، ربما لا يقدمون على ذلك مرة أخرى.
قبل ذلك كان يمنعهم بالتأكيد أن تكون ثورتنا وثوراتنا دفاعاً عن الأقصى و القدس وفلسطين التي تقضم يومياً بأنياب التهويد، ونحن منهمكون في التحول إلى مشروع الصداقة مع إسرائيل، والعداء لمن يعاديها حتى ولو كان شقيقاً أو صديقاً.
وتتساءلون بعد عما يواجهنا وينتظرنا؟! انتظروا فنحن لم نولد بعد.....