وفي الطريق إلى عام دراسي جديد سوف يبدأ بعد أيام وبعد حالة من الضغوطات, عانت منها الجامعات والطلبة معا, لا تخفي الأيام القادمة ما في عيونهم من خشية الاختيار في أي كلية سوف يسجلون وفي أي محافظة ستستقر دراستهم وأين يسكنون إذا لم يتمكنوا من الحصول على سكن جامعي ...و..و فلم تكن الجامعات وطلبتها بعيدين عن يد الإرهاب الأسود وتداعياته. والإرباكات التي عاشتها بعض الكليات والجامعات غير خافية على أحد إضافة إلى الانزياح الذي أصاب الخطط الدرسية والامتحانات وتأثيرات طالت الأزمنة والأمكنة.
إذا نحن أمام أزمة لم تنته بعد وهناك جامعات ستكون محط أنظار وتوجه الطلبة أكثر من غيرها..ويمكن القول إن جامعة دمشق وجامعة تشرين عليهما الحمل الأكبر وأقل ما يقال عنهما إنهما تسيران نحو التضخم.
وأعتقد أن ذلك يعني إعادة النظر بكيفية توزيع الأمكنة والخطط الدرسية والبرامج وآلية توزيع الكوادر التي أصبحت تعمل فوق طاقتها.ووضع استراتيجية جديدة تتناسب مع الحالة الراهنة قبل أن تبدأ طقوس الدراسة.
ولا ننسى أن الجامعات أعلنت استعدادها وتحضيراتها للعام الدراسي الجديد إلا أن هذا التضخم في بعض الجامعات هو تحد كبير ومسؤولية جماعية ووطنية لا ترتبط فقط بما تصرح به بعض الجامعات أو بما يتخذه مجلس التعليم العالي من قرارات ولا يستثنى منه المعنيون في الكليات..ولا الطلبة .. ولا الأساتذة الجامعيون ..هم يشكلون محط الأنظار في هذا التحدي.
فقد لفت انتباهنا ما يردده البعض منهم عن تعويضات إضافية أو مكافآت نتيجة ما سيلحق بهم من ضغط العمل واستمراريته.. وهذا ينطبق على أحاديث مشابهة وصلت إلينا من موظفين يشترطون وجود الإضافة مع العمل.
ربما لديهم بعض الحق باعتبار أن الأعباء تزداد عليهم يوما بعد الآخر.إلا أن هناك علامات لمن ينظرون إلى الأمام في رسم شكل الوطن ومستقبله... ولا يكفي أن نقول نحب الوطن ونريده معافى فهذا يحتاج إلى واقع وإلى عمل.
وفي ذلك يشكل الطلبة جزءا من البوصلة, ففي الأيام القلائل المتبقية يجب على الطالب تهيئة نفسه لآلية جديدة, والالتزام بالقواعد والقوانين الجامعية وأن يضع الهدف الأسمى أمامه وهو التعلم وحماية الوطن.
ربما على الجميع أن يتخلى عن بعض الحقوق لصالح الواجبات.
Mayssa3@jmal.com