تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في فنجان سياسي

معاً على الطريق
الثلاثاء 18-9-2012
خالد الأشهب

بعد عام ونصف العام انقضت على ما بات يعرف, تزويراًً وتزييفاً, بالأزمة بين السوريين, مع أنها بكل ما انتهت إليه اليوم هي بينهم وبين الآخرين, وبعدما قضى منهم الآلاف بين عسكريين ومدنيين ..

بأيديهم نعم, ولكن بفحيح وخناجر الآخرين, فقد أُتخم السوريون تحليلاً وتقريراً وتصويراً, ولم تخل ساحاتهم وأربع اتجاهات الأرض إليهم يوما, أو حتى ساعة, من المحللين والاستراتيجيين والمنظرين "الفهمانين", يشرحون لهم مأساتهم عظماً ولحماً وأعمدة فقرية وأضلاعاً ونخاعات شوكية , فهذا يقول لهم خلصت, وذاك يردد: ستمتد سنين, وثالث يرى في مأساتهم سلطة نفط وغاز وأنابيب وقوى وإرادات وعملاء وتجار ووسطاء, ورابع يراها خطوطاً ومستويات وأبراجاً وأكواخاً وأعمدة ومشاريعاً, بعضها فشل وبعضها الآخر قيد التشطيب!!‏

ولطالما الأمر على هذا النحو من التأليف والتوضيب, ومن الرسم والتلوين والتشطيب, ولطالما اختلط حابل التخطيط والتصميم بنابل التحريض والتأليب في ذهني وفي أذهان كل السوريين, فلتكن لنا فسحة أو استراحة محارب بين معركتين, نرى مأساتنا خلالها من باب التكهن والتنجيم وعلوم الغيب, فنقرأ فنجاناً سياسياً أو كفاً استراتيجياً, وحسبنا أن نتلمس فقط حسن الطالع وسوء الحظ لدى كل من المعارضة والموالاة ممن هم في المحصلة النهائية من السوريين ولا أحد سوى السوريين ؟‏

فمن حسن طالع بعض المعارضين أن الأقدار, التي تخبط في الأرض العربية خبط عشواء.. وفي لحظة زمنية لا يعلم سرها وتفسيرها إلا الله تعالى, رزقتهم من وقع في عشق السوريين فجأة, وانفطر قلبه على أحزانهم على مدار اللحظة ولو كانت بحجم رأس الإبرة, ومستعد لأن يدفع كل ما ورثه عن أبيه أو سرقه منه, وكل ما يملك من مال ونفط وغاز حتى سرواله للتخفيف عنهم ومسح الدموع عن وجناتهم, كما رزقتهم الأقدار تلك من هو مستعد لهدم العالم كي لا "ينطعج" مزاج سوري واحد... مع أنه هو نفسه يقتل المئات يوميا من المدنيين في باكستان وأفغانستان والعراق وغيرها بطائراته من دون طيار ومع طيار!‏

لكن من سوء طالع ذلك البعض من المعارضين أن الأقدار رزقتهم أيضا رموزاً وشخوصاً وممثلين وناطقين باسمهم.. هم الأغبى والأجهل والأضيق نظرا والأرخص نفسا.. ليس من بينهم فحسب, بل ومن بين العالمين جميعا, يورطونهم حيث ينبغي أن يكونوا أحرارا, ويهزمونهم حيث ينبغي أن ينتصروا لهم, يتحدثون باسمهم ويقطعون لهم ألسنتهم, ولا يحاربون إلا حين يستريحون!‏

أما الموالون, فحسن حظهم حسنان, الأول أن الأقدار طابقت بين بعض المعارضين وبين من وقع في عشق سورية والسوريين فجأة, إذ يكاد المرء لا يميز بين هذا وذاك إلا بالـ "الدشداشة" وربطة العنق, وبين الـ هذا ذاته وتلك إلا بالأشقر والأسمر, والحسن الثاني: أن شدة غباء رموز المعارضين وجهلهم أظهر ذكاءهم هم!‏

ومثل حسنهم تماما, فإن سوء حظ الموالين سوءان, الأول: أنهم يقاتلون في معركة تخلو من المقاتلين سواهم... وتعج بالعملاء والسماسرة والوسطاء, والثاني: أنهم باتوا مضطرين لتخريب بعض من هندام بيتهم.. أثناء بحثهم عن الفئران !‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2138
القراءات: 2047
القراءات: 2459
القراءات: 2417
القراءات: 2192
القراءات: 2550
القراءات: 2512
القراءات: 2442
القراءات: 2213
القراءات: 2532
القراءات: 2745
القراءات: 2644
القراءات: 2336
القراءات: 2797
القراءات: 2852
القراءات: 2954
القراءات: 2732
القراءات: 3112
القراءات: 3061
القراءات: 3164
القراءات: 2565
القراءات: 3029
القراءات: 3517
القراءات: 3277
القراءات: 3336

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية